نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 53
و لكن هذا لا ينافي تأثيره في الأعمال الإسلامية الخيرة التي نراها سائدة في المجتمع. و ذلك لإمكان أن يكون هو المؤثر في تأسيسها حال صغرها و ضآلة شأنها، و قد أودعها إلى المخلصين الذين يأخذون بها و يذكون أوارها، بدون أن يلتفتوا أو يلتفت إلى حقيقة عمله، بقليل و لا بكثير.
الشرط الثاني:
أن لا يؤدي عمله إلى التخلف و القصور في تربية الأمة، أو اختلال شرائط يوم الظهور الموعود.
بيان ذلك: أننا أشرنا أن ليوم الظهور الموعود شرائط سوف نتعرض لها تفصيلا في مستقبل هذا التاريخ. و لكل شرط من تلك الشروط أسبابه و علله.
تلك الأسباب التي تتولد و تنشأ في عصر ما قبل الظهور. حتى ما إذا آتت أكلها و أثرت تأثيرها بتحقيق تلك الشروط و إنجازها، كان يوم الظهور قد آن أوانه و تحققت أركانه.
و المهدي (عليه السلام)، حيث يعلم الشرائط و الأسباب، مكلف- على الأقل- بحماية تلك الأسباب عن التخلف أو الانحراف، لئلا يتأخر تأثيرها أو ينخفض عما هو المطلوب انتاجها. إن لم يكن مكلفا باذكاء أوارها و السير الحثيث في تقدم تأثيرها.
و من أهم شرائط اليوم الموعود: أن تكون الأمة ساعة الظهور على مستوى عال من الشعور بالمسؤولية الإسلامية، و الاستعداد للتضحية في سبيل اللّه عز و جل. أو على الأقل، أن يكون فيها العدد الكافي ممن يحمل هذا الشعور ليكون هو الجندي الصالح الذي يضرب بين يدي المهدي (ع) ضد الكفر و الانحراف، و يبني بساعده المفتول الغد الإسلامي المشرق. و يكون الجيش المكون من مثل هذا الشخص هو الجيش الرائد الواعي الذي يملأ الأرض بقيادة المهدي (ع) قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.
و إذا كان ذلك من الشرائط، فلا بد من توفر أسبابه في زمن ما قبل الظهور، في عصر الغيبة الكبرى، و المحافظة على هذه الأسباب.
و إن السبب الرئيسي الكبير لتولد الوعي و الشعور بالمسؤولية الاسلامية
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 53