responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 51

فمن ذلك قوله المشهور: و أما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب‌ [1]. و أضاف (عليه السلام): و أني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.

فالسحاب كناية عن خفاء العنوان. و الشمس كناية عن التأثير النافع المنتج في المجتمع. بعد وضوح أن العمل الذي يمكن للمهدي (ع) تنفيذه مع جهل الناس بحقيقته و عنوانه- أي في غيبته-، أقل بكثير مما يستطيع القيام به حال ظهوره و إعلان أمره.

و هذا الفهم هو المعين لهذا الحديث الشريف، بناء على أطروحة خفاء العنوان. لا ما ذكروه‌ [2] من التفسيرات التي يرجع بعضها إلى وجود تشريفي فلسفي للإمام (ع)، و بعضها إلى أنحاء تقديرية من النفع. و إنما ذكر علماؤنا الأسبقون إنما من باب «ضيق الخناق» و عدم الالتفات إلى هذا الفهم الواعي.

نعم، يتعين المصير إلى تلك التفسيرات بناء على أطروحة خفاء الشخص.

حيث يتعذر العمل على المهدي (ع) إلا بالمقدار القليل الذي تدل عليه أخبار المشاهدة- كما عرفنا-، مما لا يكاد يكفي أن يكون نفعا عاما مشابها لنفع الشمس و إن غيبها السحاب. فلا بد- و الحال هذه- من الأخذ في فهم النص بتلك التفسيرات. و لكننا حيث قلنا ببطلان هذه الأطروحة، يتعين أن نأخذ بفهمنا الواعي لهذا الحديث.

و من ذلك: ما روي عن المهدي (ع) مخاطبا لقواعده الشعبية: أنّا غير مهملين لمراعاتكم و لا ناسين لذكركم. و لو لا ذلك لنزل بكم اللأواء و اصطلمكم الأعداء.

فاتقوا اللّه جل جلاله. و ظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من هم أجله، و يحمى عنها من أدرك أمله‌ [3].

و نحن نعلم أن وقوفه (ع) ضد الأعداء و نزول اللأواء- و هي الشدائد-، لا


[1] الاحتجاج، ج 2، ص 284 و غيرها.

[2] انظرها في بيان مفصل لصاحب البحار في ج 13، ص 129.

[3] الاحتجاج، ج 2، ص 323.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست