responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 501

حتى ينتهي إلى البيداء، فيخرج جيش السفياني، فيأمر اللّه عز و جل الأرض، أن تأخذ بأقدامهم. و هو قوله عز و جل: وَ لَوْ تَرى‌ إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ. وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ ... الحديث.

و هذا الخسف الموعود، و إن كان اعجازيا، إلا أنه لا منافاة فيه مع «قانون المعجزات» بل منسجم معه تمام الانسجام. يتضح ذلك مما تدل عليه هذه الروايات نفسها من أن هذا الخسف إنما يحدث لأجل إنقاذ العائذ الذي يعوذ بالبيت، أو القوم الذين لا عدد لهم و لا عدة. و يكفينا أن نتصور أن هؤلاء القوم هم ممثلو الحق الحقيقيون الذين يتوقف عليهم النصر يوم الظهور سواء كان المهدي نفسه أحدهم، كما ربما تدل عليه الرواية الأولى مما ذكرناه و الأخيرة، أو لم يكن.

يكفينا ذلك لنفهم ضرورة إنقاذهم و لو بالنحو الاعجازي. و قد سبق أن قلنا: ان كل ما يتوقف عليه الظهور، فهو مما لا بد أن يحدث لكونه مرتبطا بالغرض الالهي الأعلى لهداية البشر. و هو من أهم و أخص أشكال إقامة الحجة، و المطابقة مع قانون المعجزات.

و سيأتي في الجهة الآتية مقدار ارتباطه بعصر الفتن و الانحراف، و التخطيط العام للعلامات.

فهذا هو المهم من العلامات الاعجازية التي يحتمل فيها الخروج على قانون المعجزات و الزيادة عليه. و قد ثبت أن عددا كبيرا منها مما لا واقع له، لو فهمنا منه المعنى المطابقي غير الرمزي. و ان حدوث المسخ و احياء الأموات قبل الظهور و طول عمر الدجال و ضخامة حماره و قتله للمؤمن و إحيائه له، مما لا أساس له. و إن انحسار الفرات عن الذهب ليس بإعجاز بل هو أمر طبيعي. و إن خروج الشمس من مغربها ليس من علامات الظهور، و إن الصيحة و الخسف مطابقة لقانون المعجزات غير مخالفة له، و قد نطقت بها الأخبار الكثيرة، فلا بد من الالتزام بها.

هذا تمام الكلام في النقطة الثالثة فيما دل على إقامة المعجزات أكثر مما يقتضيه القانون.

و به ينتهي الكلام في الناحية الثانية في انقسام علامات الظهور من ناحية المعجزات.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 501
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست