responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 498

نعم، لو كانت الصيحة خضعت أعناق أعداء اللّه عز و جل». و رواه أيضا في تفسير البرهان‌ [1] ضمن اثني عشر حديثا من أخبار الصيحة.

و هذه الآية من القرآن، لا تدل على وقوع الصيحة بالتعيين، بل لا تدل على وقوع شي‌ء على التحقيق، لتعليق الحدوث على مشيئة اللّه عز و جل. بل قد يقال:

أنها تدل على عدم وقوع ما هو المعلق على المشيئة. لما أشار إليه الشيخ الطوسي‌ [2] قائلا: أخبره- يعني اللّه تعالى لنبيه (ص)- بأنه قادر على أن ينزل عليه آية و دلالة من السماء تظل أعناقهم لها خاضعة، بأن تلجئهم إلى الايمان. لكن ذلك نقيض الغرض بالتكليف، لأنه تعالى لو فعل ذلك لما استحقوا ثوابا و لا مدحا. لأن الملجأ لا يستحق الثواب و المدح على فعله، لأنه بحكم المفعول به. أقول: و أشار إلى بعض هذا المعنى الطباطبائي في تفسير الميزان‌ [3].

إلا أن ذلك لا ينفي صحة مثل هذه الروايات، لأن الأئمة (عليهم السلام) لم يستدلوا بالآية للدلالة على وقوع الصيحة، بل للدلالة على إمكانها بمشيئة اللّه عز و جل. و أما وصول الايمان بسببها إلى حد الالجاء و الخضوع القهري، كما قال الشيخ الطوسي، فهو مما لا نسلم به، لوضوح حفظ الاختيار بعدها. إذ يتصور العقل أن ينبري بعض الماديين لتفسيرها على أساس مادي «علمي»!! فان الشبهات المادية في عصر الفتن و الانحراف أوسع من أن تحصر. فمن آمن بما دلت عليه الصيحة بوضوح من إثبات دعوى المؤمنين، كان مختارا في فعله و تفكيره.

يكفينا من ذلك استدلال الأئمة (ع) في هذه الأخبار بالآية على إمكان الصيحة، و لو صح كلام الشيخ كان هذا الاستدلال باطلا، لأنه يستحيل على اللّه تعالى أن يلجئ الفرد إلى الايمان. في حين أن هذه الأخبار كثيرة، و قابلة للإثبات التاريخي.

فإذ بطل الدليل على بطلانه، كان ممكنا بقدرة اللّه تعالى، فإذا دلت عليه هذه‌


[1] في تفسير سورة الشعراء، في المجلد الثاني، ص 762.

[2] تفسير التبيان، ج 8، ص 5.

[3] ج 1، ص 272.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست