نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 458
المهدي المنتظر (ع)، فانه أورد الكثير من هذه الأخبار مؤيدا غير طاعن فيها. و إنما طعن فيهما لكونهما ضعيفين حفظا لموضوعية البحث.
و أما طبقا للتشدد السندي، و قيام القرائن على عدم صحة هذين الحديثين، باعتبار ما فيهما من تأييد للجهاز الحاكم آنذاك، فينبغي إسقاطهما على كل حال، كما عرفنا.
و عليه فالمظنون أن المراد بالرايات السود، رايات أبي مسلم الخراساني، فان ثورته بدأت من خراسان، و اتجهت إلى بغداد بأعلامها السود الخفاقة. و قد جعلت علامة على الظهور، باعتبار أهميتها في التاريخ و إلفاتها نظر الجيل المعاصر و الأجيال التي بعدها. و لا يضر بذلك الفعل الزماني الطويل بينها و بين الظهور، كما أسلفنا، شأنها في ذلك شأن العديد من العلائم التي ذكرت للظهور، مما سبقت أو سيأتي الكلام عنها.
و لا يبقى في مقابل هذا الظن إلا احتمال أن يكون المراد بالرايات السود، رايات أخرى تخرج من خراسان في مستقبل الدهر، لا يكون بينها و بين الظهور إلا القليل. إلا أن هذا الاحتمال مما لا يمكن اثباته بدليل.
و على أي حال، فقد أصبحت أحاديث الرايات السود من أخبار علائم الظهور، و فيها إشارة لدولة العباسيين، و إن انتفى القرب الزمني بينهما. و من هنا جعلنا هذه الأخبار أسلوبا رابعا من أساليب التنبؤ بدولة بني العباس.
الأمر الثالث:
ما ورد من التنبؤ بزوال دولة بني أمية، قبل زوالها، بطبيعة الحال.
كالخبر الذي ورد عن الامام الباقر (ع) أنه قال: «يقوم القائم في وتر من السنين: تسع، واحدة، ثلاث، خمس». و قال: «إذا اختلف بنو أمية و ذهب ملكهم». الحديث [1].
و قد عرفنا أن الامام الباقر (ع) قد توفي قبل زوال ملكهم و قيام دولة العباسيين، بثمانية عشر عاما.