نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 451
الأمر الثاني:
أخبار النبي (ص) أو أحد الأئمة (ع) عن شئون دولة بني العباس.
و قد اتخذ ذلك في المصادر المتوفرة لدينا، عدة أساليب:
الأسلوب الأول:
في التنديد ببني العباس و الطعن فيهم من حيث انحرافهم و فسادهم و خروجهم عن جادة الحق. و قد اختصت المصادر الامامية بذلك، فيما نعلم:
فمن ذلك: ما رواه النعماني في غيبته [1] عن النبي (ص)، أنه التفت إلى العباس فقال: يا عم أ لا أخبرك بما خبرني به جبرئيل؟ فقال: بلى، يا رسول اللّه.
قال: قال لي: ويل لذريتك من ولد العباس. فقال: يا رسول اللّه، أ فلا أجتنب النساء. فقال: قد فرغ اللّه مما هو كائن.
و في حديث آخر [2]: عن عبد اللّه بن عباس، قال: قال رسول اللّه (ص) لأبي: يا عباس، ويل لولدي من ولدك، و ويل لولدك من ولدي. فقال: يا رسول اللّه، أ فلا أجتنب النساء أو قال: أ فلا أجب النساء. قال: إن علم اللّه قد مضى و الأمور بيده. و إن الأمر سيكون في ولدي.
و دولة بني العباس، واضحة للعيان في التاريخ. و ما وقع بينها و بين أولاد علي و فاطمة: أولاد النبي عليه و عليهم الصلاة و السلام، من الخلاف، و ما ذاقوه من بني العباس من التشريد و المطاردة و التعسف، أوضح من أن يذكر و أشهر من أن يسطر. كما أن ما تكبده العباسيون من ثورات العلويين التي تعد بالعشرات خلال تاريخهم الطويل، معروف موصوف. و حسبك أنه قد أشغل الجزء المهم من مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني و الكثير من فصول التاريخ الاسلامي. و قد حاولنا أن نستعرض بعضه في تاريخ الغيبة الصغرى، في حدود ما يعود إلى تلك الفترة [3].