نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 449
لغرضه الأساسي من إيجاد البشرية. و إذا كان اللّه هو الضامن، فهو القادر على تنفيذه على كل حال، و لن يحول دونه حائل.
الجهة الرابعة:
في تقسيمات عامة لهذه الروايات.
لنرى ما الذي يمكن الاستفادة منه و الاستدلال به و ما الذي لا يمكن.
و الذي يمكن أن نلاحظه هو انقسام هذه الروايات، الناقلة للعلامات، إلى تقسيمين رئيسيين: الأول: من جهة ترتيبها الزماني. و الثاني من جهة اعتماده على المعجزة.
و من هنا ينبغي أن ينطلق الكلام من خلال ناحيتين:
الناحية الأولى: في الترتيب الزمني للحوادث.
و نتكلم في ذلك ضمن عدة نقاط:
النقطة الأولى:
في الحوادث التي دلنا التاريخ على حدوثها.
و ذلك: أن النبي (ص) أو أحد الأئمة (ع) يخبر بوقوع بعض الحوادث قبل وقوعها، مربوطة بالمهدي (ع) أو غير مربوطة، فتحدث هذه الحوادث فعلا.
فنجدها و نحن في العصر المتأخر، قد حدثت و انتهت و نسمع التنبؤ بوقوعها أيضا.
و ان أكبر القرائن على صدق هذه الروايات هو حدوث الأمور التي أخبرت بحدوثها ... ما لم يقم دليل خارجي على عدم صحتها في بعض الأحيان، كما سنشير إليه.
و من الطريف أن بعض التنبوءات قد قالها النبي (ص) و سجلها أهل الحديث في مصادرهم، قبل حدوث الحادثة المطلوبة. ثم حدثت الحادثة فعلا باليقين في التاريخ. بحيث نعلم جزما أنها لم تسجل في المصادر بعد حدوثها. و هو لعمري لإحدى المعجزات التي تشارك في الدلالة على صدق العقيدة نفسها فضلا عن إثبات المهدي (ع). و أوضح أمثلة ذلك التنبؤ بالحروب الصليبية على ما سنذكره.
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 449