responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 426

السابقة للامام لتغطية حلولها و تذليل مشاكلها، مما يجعل الدعوة الالهية متوقفة على ازدياد الامام و تلقيه للالهام.

و يمكن أن تصبح هاتان الأطروحتان، بعد تدقيقهما، وجها واحدا مشتركا لتفسير هذا الأمر، لا حاجة الى الدخول في تفاصيله.

و على أي حال، فقد دلت هذه الأخبار، بكل صراحة، على تكامل الامام، و تزايده المستمر، من تكامل ما بعد العصمة. لوضوح ان المراتب المسبقة لهذا الكمال، تمثل درجة العصمة بأحسن صورها، طبقا للفهم الامامي الذي انطلقت منه هذه الأخبار .. فكيف بالتكامل الجديد الذي يحصلون عليه.

و يمكن ان يستفاد ذلك من القرآن الكريم، من عدد من موضعه:

منها: قوله تعالى مخاطبا نبيه العظيم: وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [1]. و هو صريح بما نريد التوصل إليه، من حيث ان النبي (ص) خير البشر و أعلمهم، و لكنه مع ذلك قابل للزيادة في العلم.

منها: قوله تعالى: وَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‌. قالَ: أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ؟. قالَ: بَلى‌، وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي. قالَ: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ، ثُمَّ اجْعَلْ عَلى‌ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً، وَ اعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ‌ [2].

فان ابراهيم (عليه السلام)، ازداد بعد هذه الحادثة اطمئنانا و يقينا، و تزايد في مراتب التكامل العليا، بكل وضوح. فان الهدف منها لم يكن سوى حصول الاطمئنان. و قد تحقق الهدف بعد وقوعها.

و منها قوله تعالى: وَ إِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَساهَمَ فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَ هُوَ مُلِيمٌ. فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى‌ يَوْمِ يُبْعَثُونَ‌ [3]. فقد أوجب تسبيحه في بطن الحوت له كمالا استحق به النجاة من هذا السجن الذي كان يقدر له التأبيد لو لم ينل هذا


[1] طه: 2/ 114.

[2] البقرة: 2/ 260.

[3] الصافات: 37/ 139- 144.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 426
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست