responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 42

بينما يتضح من بعضها تعيّن الاحتجاب الاعجازي أحيانا. كما ستسمع في مستقبل هذا التاريخ.

النقطة الثانية:

في الالماع إلى الأنحاء المتصور لما يحصل بالمعجزة من أثر يوجب اختفاء الجسم على الناظر، بالرغم من اقتضاء القوانين الكونية لحصول الرؤية.

فنقول: إن المعجزة أما أن تتصرف في الرائي أو في المرئي. فتصرفها في الرائي هو جعله بنحو يعجز عن إدراك الواقع الذي أمامه. فيرى المكان خاليا عن الإمام المهدي (ع) مع أنه موجود فيه بالفعل. فلو تعين بحسب المصلحة الملزمة و الغرض الإلهي، أن يراه شخص دون شخص، كان نظر من يراه اعتياديا، و نظر من لا يراه محجوبا بالمعجزة. و كذلك أيضا التصرف في الحواس الأخرى كالسمع و اللمس و غيرها، و قد تحتجب بعض حواس الفرد دون بعض، فيسمع صوت المهدي (ع) من دون أن يراه‌ [1].

و فرق الأطروحتين الرئيسيتين بالنسبة إلى الاعجاز الالهي هو: أن الأطروحة الأولى ترى أن هذا الاعجاز هو الأمر الاعتيادي الدائم و الثابت لكل الناس، بالنسبة إلى حياة المهدي (ع) حال غيبته الكبرى. و إنما تحتاج مقابلته إلى استثناء عن هذا الدوام. على حين ترى الأطروحة الثانية أن الأمر الاعتيادي الدائم هو انكشاف جسم المهدي (ع) للناس و إمكان معاشرته معهم. و يحتاج اختفاء شخصه إلى استثناء لا يحدث إلا عند توقف حفظ الامام المهدي (ع) عليه.

و أما تصرف المعجزة في المرئي أي الواقع الموضوعي القابل للرؤية. فأوضح طريق لذلك هو أن تحول المعجزة دون وصول الصورة النورية الصادرة عن جسم المهدي (ع) أو ذبذباته الصوتية، و غير ذلك مما تتقبله الحواس الخمس ... تحول دون وصولها إلى الرائي أو السامع. و معه يكون الفرد عاجزا أيضا عن الإحساس بالواقع الموضوعي الذي أمامه.

و هناك أكثر من نحو واحد، متصور للمعجزة في محل الكلام، و هي تحتاج إلى‌


[1] البحار، ج 3، ص 146.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست