responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 378

النقطة الأولى:

إن التعبير بالفسطاط و بالسيف، إنما جاء في هذه الروايات، مماشاة مع ما يعرفه الناس في عصر صدور هذه الروايات. و قد سبق أن قلنا في أول القسم الثاني من هذا التاريخ، أننا يجب أن نبحث عن مصاديق جديدة لمثل هذه التعبيرات، مناسبة للعصر الذي تتحدث عنه. فيكون المراد بالسيف سلاح الامام المهدي (ع) و بالفسطاط مقره أو عاصمته أو نحوها.

و من المحتمل أن يكون المراد بالفسطاط المدرسة الفكرية، بحسب ما نصطلح عليه اليوم أو المبدأ المستلزم لاتجاه فكري و سلوكي خاص في الحياة.

و القرينة على ذلك، ما رواه أبو داود [1] عن رسول اللّه (ص) في حديث له عن الفتنة، قال: يصبح الرجل فيها مؤمنا و يمسي كافرا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه. و فسطاط نفاق لا إيمان فيه ... الحديث.

فان المراد منه- بكل وضوح- المدرستين الفكريتين أو المبدأين العقائديين، شبههما بفسطاطين لجيشين متحاربين كما كان عليه أهل ذلك الزمان.

النقطة الثانية:

عرفنا في الجانب الأول من الحديث عن الانتظار و المنتظرين، نفس ما أفادتنا إياه هذه الروايات من كون الفرد الممحص الكامل أفضل من كثير من المستشهدين بين يدي رسول اللّه. كما عرفنا أنه بمنزلة المعاصرين مع المهدي (ع) العاملين في سبيل نصرته.

و ذلك التجاور المكاني و الزماني، ليس له حساب في العقيدة و العمل، و إنما الذي يؤخذ بنظر الاعتبار هو درجة الاخلاص، و الايمان. و قد عرفنا أن أصحاب المهدي (ع) على درجة عليا من الاخلاص الممحص و قوة الايمان ... فإذا كان الفرد في عصر الغيبة ممحّصا بنفس الدرجة كان مثل أصحاب المهدي (ع) بطبيعة الحال.

إلا أن ما ورد في بعض هذه الروايات، من أن الفرد المخلص في زمان الغيبة، كالمستشهد بين يدي المهدي (ع)، مما لا يكاد ينسجم مع القواعد إذ المفروض‌


[1] ج 2، ص 411.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 378
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست