responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 356

العمل الاجتماعي الإسلامي، و تركه في موارد وجوبه .. حجة باطلة، و وجه غير وجيه. حيث عرفنا أن هذه الأخبار، و إن كانت ذات مدلول واسع بطبيعته، إلا أنها مقيدة لا محالة، بقيد موارد وجوب العمل مع اجتماع شرائطه التي عرفناها. إذ مع وجوبه، تكون التقية و العزلة و كف اللسان عصيانا و انحرافا.

الأمر الثاني:

أن الأمر بالتقية و ترك العمل الإسلامي، بالشكل الذي فهمناه .. خاص بعصر الغيبة، أو بعصر ما قبل الظهور. لما عرفناه من كونه دخيلا في تحقيق شرط الظهور. و قد حدد في الخبر السابق عن الإمام الرضا (ع) بذلك، حيث قال: إلى قيام القائم، فمن ترك التقية، قبل خروج قائمنا فليس منا.

و أما في عصر ما بعد الظهور، فمن المعلوم لدى كل من يؤمن بالمهدي و باليوم الموعود من المسلمين، بل من سائر الأديان، أن تطبيق العدل في العالم، لا يكون إلا باستعمال السلاح و الجهاد و ترك مجاملة الكافرين و المنحرفين. و يكون حكم التقية و كف اللسان مرتفعا. و من هنا سمعنا المهدي (ع) نفسه، خلال عصر غيبته الصغرى يقول- فيما روي عنه-: و اللّه مولاكم أظهر التقية، فوكلها بي. فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي بالخروج‌ [1].

و من هنا أيضا عبّر في بعض الأخبار عن العصر السابق على الظهور، بعصر الهدنة .. كالذي روي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد اللّه الصادق (عليه السلام)، قال: سمعته يقول، و سئل عن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، أ واجب هو على الأمة جميعا؟ فقال: لا. فقيل له: و لم؟ قال: إنما هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من المنكر. إلى أن قال: و ليس على من يعلم ذلك في الهدنة من حرج، إذا كان لا قوة له و لا عدد و لا طاعة [2].

و في خبر آخر: عن حبيب بن بشير عنه (عليه السلام)، قال: سمعت أبي‌


[1] أنظر تاريخ الغيبة الصغرى، ص 583، و غيبة الشيخ الطوسي، ص 161.

[2] وسائل الشيعة، ج 2، ص 534.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست