responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 354

الأساسية للظهور، ليتكفلوا مسئولية نشر القسط و العدل في العالم تحت قيادة المهدي (ع). فإن من يقوم بالجهاد- عادة- في كل عصر، ليس إلا النخبة من المخلصين الذين يؤمل فيهم وصول التمحيص إلى نتائجه النهائية الصالحة. فإذا لم يكن الأمر بالتقية موجودا، لوجبت المبادرة إلى الجهاد، و كان أول المطيعين لهذا الوجوب و المطبقين له، هم المخلصون في كل عصر، و معه، يتسبب الجهاد إلى استئصالهم أو أكثرهم، مما يؤدي إلى بطء وجود شرط الظهور أو تعذره، فيمتنع تحقق الغرض الإلهي الكبير في هداية العالم.

و لا داعي للاستعجال بالجهاد، فإنه مضافا إلى عدم تأثيره العاجل بالنحو المطلوب، يكون معيقا عن إصلاح العالم في اليوم الموعود. و إذا دار الأمر بين الجهاد المستعجل في جزء من العالم و بين الجهاد المؤجل في كل العالم .. يكون الثاني هو النافذ طبقا للتخطيط الإلهي، باعتباره منسجما مع الهدف الأسمى من خلق البشرية، الذي عرفناه.

فإن قال قائل: إذا جاهد البعض يبقى البعض الآخر من المخلصين، مذخورا لتحقيق شرط الظهور.

قلنا له: لو لم يكن الأمر بالتقية موجودا، و كان الأمر بالجهاد نافذا، لوجب الجهاد على كل المسلمين .. و لكان تركه عصيانا منافيا للإخلاص، فيجب على كل المخلصين في العالم التصدي له و القيام به، فيؤدي ذلك- تدريجا- إلى استئصالهم جميعا في كل جيل. لما عرفناه من كونهم قلة بازاء الكثرة الكاثرة من المنحرفين و الكافرين. فينتج تعذر وجود شرط الظهور.

إذن، فالمفهوم الواعي الصحيح للتقية، و هو بعينه المفهوم الصحيح الذي استخلصناه من الأمر بالعزلة و كف اللسان الذي استفاضت به أخبار المصادر العامة. و ليس أمرا زائدا و لا جديدا بالنسبة إليه ليكون مثارا للاستنكار و الاستغراب من قبل العامة و أهل السنة. فان الأمر بالعزلة و كف اللسان، مع جعله منسجما مع القواعد العامة، يكون مؤديا إلى عين النتيجة التي يؤديها الأمر بالتقية، و هو الحفاظ على المخلصين، لتحقيق شرط الظهور .. الحفاظ عليهم عقائديا و حياتيا.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست