نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 353
أعداء اللّه سد لا يستطيعون له نقبا. قال: و سألته عن قوله: فإذا جاء وعد ربي جعله دكا. قال: رفع التقية عند الكشف، فانتقم من أعداء اللّه. أقول: المراد بالكشف ظهور المهدي (ع) في اليوم الموعود.
إلى غير ذلك من الأخبار، و هي من الكثرة إلى حد الاستفاضة بل التواتر.
و مدلولها الإسلامي الصحيح أمران مستشرفان:
الأمر الأول:
المحافظة على النفس من الأضرار التي لا مبرر لتحملها شرعا .. ابتداء بالقتل و انتهاء بما دونه. لا حرصا على الحياة، بل لأجل الحفاظ على المعتقدين بالحق الواقعي من المسلمين. و الحد من نقصان عددهم بالقتل الذي قد يقع عليهم من قبل المنحرفين الظالمين .. لو واصلوا الأعمال المثيرة لهم و أعلنوا الجهاد ضدهم.
الأمر الثاني:
إخفاء الأعمال الاجتماعية الصالحة، التي يكون في كشفها نقصان لنتائجها أو اجتثاث لجذورها.
و عن هذا الطريق استطاع الأئمة المعصومون (عليهم السلام) أن يسندوا الثورات الحاصلة في عصرهم و الداعية إلى الرضا من آل محمد (ص) .. من دون أن يدعوا أي مجال للآخرين للاطلاع على مستندات هذا الإسناد. كما أشرنا إلى ذلك في التاريخ السابق.
و كلا هذين الأمرين منطلق من منطق عقلائي عام. و هو واضح لدى كل من يعمل عملا سياسيا أو عقائديا، أو غيره. أما الأمر الأول فباعتبار وضوح أن الفرد- مهما كانت عقيدته و عمله- ليس على استعداد أن يضحي بحياته أو بأمنه بلا موجب. أو بموجب ضئيل لا يستحق التضحية. و أما الأمر الثاني: فباعتبار وضوح قيام العقائد في العصر الحديث على الحياة الحزبية، التي يغلب عليها طابع السرية و التكتم. طبقا لما قلناه من أن كشف حقائقها و تفاصيلها قد يكون سببا لنقصان نتائجها أو اجتثاث جذورها.
و من ثم يكون عدم الأخذ بالتقية، مؤديا- على اقل تقدير- إلى بطء وجود العدد الكافي من المخلصين الممحصين، الذين يشكل وجودهم أحد شرائط
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 353