responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 289

سنتي. يقيم الناس على ملتي و شريعتي، و يدعوهم إلى كتاب ربي عز و جل. من أطاعه فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني، و من أنكره في غيبته فقد أنكرني، و من كذبه فقد كذبني، و من صدقه فقد صدقني ... الحديث‌ [1]. إلى غير ذلك من الأخبار الواردة بهذا المضمون عنه (ص) و عن أئمة الهدى (ع).

و هذا الكلام من النبي (ص) و إن كان منطبقا على المعتقد الامامي في المهدي (ع)، إلا أنه بنفسه قابل للتطبيق على المعتقد العام لأهل السنة و الجماعة في المهدي إذا استطعنا الغاء فكرة الغيبة عن كلامه (ص)، فانهم عندئذ يتفقون مع الامامية في مضمون الحديث جملة و تفصيلا. إذ من المقطوع به و المتسالم عليه بين سائر المسلمين أن المهدي (ع) هو الرائد الأكبر في عصره لتطبيق الاسلام، فهو يقيم الناس على ملة رسول اللّه (ص) و يدعوهم إلى كتاب اللّه عز و جل. و من الطبيعي مع اتحاد الاتجاه و الأطروحة، أن تكون طاعة المهدي (ع) طاعة للنبي (ص) و عصيانه عصيانا له، و تكذيبه تكذيبا له و تصديقه تصديقا له.

كما أنه من الحتم أن يكون انكار ظهور المهدي (ع) و قيامه بالسيف لاصلاح العالم، إنكارا لرسالة النبي (ص) و رفضا لجهوده الجبارة في بناء الاسلام، كيف لا ... و ظهور المهدي (ع) هو الأمل الكبير لرسول اللّه (ص) في أن تسود شريعته في العالم، و تتكلل مساعيه و تضحياته بالنصر المبين. بعد أن لم تكن الشروط وافية و الظروف مواتية لحصول هذا النصر في عصره، كما أوضحناه فيما سبق.

بل يكون إنكار المهدي (ع) في الحقيقة إنكارا للغرض الأساسي من خلق البشرية و الحكمة الالهية من وراء ذلك، مما قد يؤدي إلى التعطيل الباطل في الاسلام.

فانه بعد أن برهنا أن الغرض من خلق البشرية هو إيجاد العبادة الكاملة في ربوع المجتمع البشري بقيادة الإمام المهدي (ع) في اليوم الموعود ... إذن يكون إنكار المهدي مؤديا إلى نتيجة من عدة نتائج كلها باطلة كما يلي:

النتيجة الأولى:

إن خلق البشرية ليس وراءه هدف و لا غاية. و هذا منفي بنص القرآن‌


[1] انظر الاكمال المخطوط: باب من انكر القائم.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست