نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد جلد : 2 صفحه : 285
و حتى يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه ... الحديث [1].
و احتمال: أن ذلك باعتبار اختلاف الأزمنة، لا باعتبار زمان واحد، مناف لظاهر الخبر باقتران الحوادث، و مناف مع ظاهر الاخبار الأخرى الدالة على بقاء الانحراف طيلة زمان الغيبة الكبرى.
الاعتراض الثالث:
إن هذه الأخبار منافية و معارضة مع ما دل على شيوع الفاقة و ازدياد الفقر، كما سمعنا في حديث ابن عباس ... و هو الأنسب مع طبيعة تطور الحوادث، و الأوفق مع سائر الروايات.
و على أي حال، فمع أخذ هذه الاعتراضات بنظر الاعتبار، تسقط هذه الروايات عن إمكان الأخذ بها، و خاصة بعد ما التزمناه من التشدد السندي، حيث دلت القرائن على نفيها و عدم حدوث ما دلت عليه. و معه لا يبقى دليل على تحسن الوضع خلال عصر الغيبة الكبرى. بل نبقى آخذين بالأقسام السابقة من الأخبار الدالة على حدوث الانحراف و تزايده خلال هذا العصر. و هو الموافق للوجدان و طبائع الأشياء.
نعم، حمل هذا القسم من الأخبار، على أنها تتحدث عن عصر ما بعد الظهور ... أمر ممكن. و به تخرج عن محل الاستدلال.
و بهذا ينتهي الكلام في الناحية الثانية من هذا الفصل الثاني من القسم الثاني من هذا التاريخ. و به ينتهي هذا الفصل كله.