responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 263

و يكون للحوادث المتغيرة المتطورة الأثر الكبير في تغيير و تطوير اتجاهات الفرد فضلا عن مواقفه .. و بذلك يكتسب الصغير خبرة و الكبير حنكة و الجاهل علما، كما هو واضح جدا لكل فرد عاقل يعيش في هذه الحياة.

و قد يزداد الأثر في هذا المقدار الاعتيادي، فيما إذا كان الحادث أو مجموعة الحوادث، ذات صيغة أساسية في حياة الفرد. و لكل فرد من الحوادث ما تكون أساسية في حياته. فقد تعمق الحوادث اتجاهه و ترسخه و قد تضعفه و تضعضعه، و قد تغير شكله و طريقه. و بتغير الاتجاه تتغير المواقف بالطبع. فيكاد يصبح الفرد فردا آخر، أو تسبغ على سلوكه تغيرات كبرى أو صغرى تختلف بإختلاف أهمية الحوادث. فقد يصبح الفرد المنحرف معتدلا و المعتدل واعيا، بل قد يصبح الواعي منحرفا و المنحرف واعيا. و قد يصبح الجبان شجاعا و الشجاع جبانا و البخيل كريما و الكريم بخيلا و الكذاب صادقا و الصادق كذابا .. و هكذا و هكذا.

هذا كله في الحوادث الفردية التي يصادفها الناس في الحياة. و متى كانت الحوادث أوسع من الوجود الفردي و أكبر، كان أثرها أعمق و أشمل على المجتمع كله، فضلا عن الفرد، كالاتجاه العام للحاكمين سياسيا أو المتنفذين اقتصاديا أو اجتماعيا أو غير ذلك. و كالغزو أو الاستعمار الذي تتعرض له البلاد، أو التدهور الاقتصادي التي يمر بها أو تمر به. فإن كل ذلك يؤثر في الأفراد بل في الشعب كله آثارا بليغة، قد يبلغ مدى تأثيره عمقا واسعا في الزمان و المكان.

و من هنا بالذات، تنبثق فكرة التمحيص و الامتحان، فإننا بعد أن نعرف: إن لكل واقعة في الإسلام حكما معينا، و نعرف: إن لكل فرد موقفا معينا تجاه كل حادثة. إذن فلا بد أن ينظر إلى مدى تطابق موقف الفرد مع حكم الإسلام. فإن كان منسجما معه، فهو ناجح في التمحيص، و إن كان مختلفا معه، فهو فاشل و راسب لا محالة.

و الحوادث المتعاقبة، قد تصقل من عقيدة الفرد الدينية، و قد تضعضعها، بشكل متوقع أو غير متوقع، فإن لكل فرد اعتيادي نوازعه الخيرة و نوازعه الشريرة، و اتّجاهاته الخاصة. و قد تكون هذه الاتجاهات متميزة بسلوك اعتيادي معين، فإذا طرأت حادثة معينة اضطر إلى الاستجابة لها باتّخاذ موقف من المواقف لا محالة.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست