responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 195

و هي لا تعطينا إلا الحوادث المتفرقة المبعثرة ليس إلا، و أما الزائد على ذلك فلا بد من إيكال علمه إلى أهله.

النقطة الثالثة:

أنه لا حاجة إلى الفحص عن أسباب الحوادث و دواعيها النفسية و الخارجية، إذ من المتعذر البحث عن ذلك. أما لأن مثل هذه الدواعي غير موجودة أصلا عند غير اللّه تعالى. و إنما الموجد للحوادث هو اللّه عز و جل، فالدواعي منحصرة بالحكمة الأزلية المستحيل الاطلاع عليها. و أما أنه، على تقدير وجود الأسباب الواقعية للحوادث المروية، فاننا إنما نطلع عليها بالمقدار الذي دلت عليه هذه الروايات ... و هو نزر قليل، و نبقى مسلمين بالجهل تجاه الأسباب التفصيلية الواسعة لها.

النقطة الرابعة:

إن الأخبار التي برهنا على أنه لا بد من الأخذ بمداليلها اللفظية، دلت على أن علائم الظهور تقوم في الأغلب على المعجزات و خوارق العادات. و هو أمر لا محيص عن الالتزام به، و إنما يمنع عن التسليم بذلك الحس المادي الذي نعيشه في هذا العصر المنحرف عن الاسلام الضال عن الاتجاه الالهي الصحيح.

و معه لا حاجة إلى التأويل في ظواهر الروايات، بعد أن كانت ممكنة الوقوع و معتبرة السند. فلا بأس أن نتصور وجود نار في اليمن تضي‌ء لها أعناق الابل في بصرى على وجه الحقيقة. أو أن نتصور طول اليوم الواحد حتى يصبح بمقدار عدة سنوات في أيام المهدي (ع) و نتصور صغره حتى يصبح كالومضة الواحدة، في عصر الدجال أو السفياني ... كما نطقت بذاك و بهذا بعض الروايات.

بل قد يمكن حمل ما ظاهره الحدوث بسبب طبيعي على الحدوث بسبب اعجازي كالخسف في البيداء، و قتل النفس الزكية و خروج الدجال و نحو ذلك.

بل قد يمكن تعميم المعجزات، من طرف الحق إلى طرف الباطل. فالدجال عنده أكوام من الطعام بنحو اعجازي، و نهر يرى أن فيه ماء و إنما هو فيه النار، و نهر آخر يرى أن فيه النار و إنما هو فيه الماء الصافي اللذيذ. و السفياني يتم قتاله مع‌

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست