responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 176

يكون المؤرخ قد غير منها شيئا لكونه يميل عقائديا أو عاطفيا مع أحد الأشخاص التاريخيين دون الآخر.

الجهة الثالثة:

عدم التعرض لحوادث المستقبل. و هذا ضروري الوقوع في كل تاريخ، لأن المستقبل مجهول، إلا بنحو الحدس أو علم الغيب.

أما الجهتين الأولى و الثانية، فيمكن دفع تأثيرهما و الحد من ضررهما، إلى حد كبير، لدى المقارنة بين مصادر التواريخ و أقوال المؤرخين، حتى يحصل للفرد الباحث وثوق و قناعة بحصول الحادثة أو عدم حصولها. و خاصة بعد استيعاب سائر و جهات نظر المؤرخين و مذاهبهم.

و أما الجهة الثالثة: فيستحيل- عادة- ملؤها في التاريخ الاعتيادي للبشر أيا كانوا ... فيبقى المستقبل المجهول، فجوة تاريخية شاغرة أمام الناظر يحار في تشخيصها و ترتيبها.

و هنا ينفتح وجه الحاجة إلى الروايات التي نحن بصددها، فانها تتنبأ عن حوادث المستقبل مروية عمن لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، و عن خلفائه المعصومين (عليهم السلام) ... بطرق متواترة لا يقبل مجموعها التشكيك ... و إن كانت كل رواية منها ظنية على أي حال، و قابلة للمناقشة أحيانا. كما سمعنا مثل ذلك في أخبار المشاهدة، مع فرق مهم هو أن الروايات الواردة في المقام أضعاف روايات المشاهدة، على ما سنعرف صورة منه في الفصل الآتي.

على أن جملة منها يحتوي على التنبؤ بحوادث قد حدثت فعلا خلال الزمان، على ما سنعرف، و قد صدر التنبؤ بها قبل حدوثها بزمن طويل ... و هو شاهد على صدقها و صدق قائلها و على ارتباط القائل باللّه عز و جل بشكل و آخر، فان كل علم غيب لا بد أن يكون مستقى من علام الغيوب.

و معه فتكون هذه الروايات، صالحة لمل‌ء الفجوات التاريخية التي أهملها التاريخ، أو لم يكن موضوعيا تجاهها.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست