responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 14

لمجتمعهم بنظر الاعتبار حين يتحدثون عن المهدي (ع). فإذا كان المخاطب و السامع ذا مستوى عال، كان الجواب عميقا و مفصلا، و إذا كان ذا مستوى واطى‌ء، كان الجواب مختصرا و ناظرا إلى زاوية معينة متجنبا الخوض الكامل في الجواب ... طبقا لهذا القانون.

أخرج النعماني‌ [1] و الصدوق‌ [2] عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال- في كلام له-: يا بني عقولكم تضعف عن هذا و أحلامكم تضيق عن حمله.

و لكن أن تعيشوا فسوف تدركوه.

و طبقا لهذا الاتجاه نسمع الأخبار التالية:

أخرج النعماني‌ [3] عن أبي عبد اللّه (ع) أنه قال: لو قد قام القائم لأنكره الناس، لأنه يرجع إليهم شابا موفقا ... و إن من أعظم البلية أن يخرج إليهم شابا و هم يحسبونه شيخا كبيرا.

و هذا الخبر صادق تماما، لأن المهدي (ع) سوف يظهر شابا. كما أن من البلاء العظيم و الامتحان العميق أن يخرج شابا، إذا كانوا يفكرون كونه شيخا كبيرا. و لكنه لم يقل أنهم يفكرون فعلا بذلك، و من هنا يكون الاختصار في العطاء.

إن هذا الخبر يوحي بوضوح أن مدة الغيبة سوف لن تتجاوز مدة العمر الطبيعي الذي يكون به الفرد شيخا، غير أن اللّه تعالى سوف يحفظ للمهدي شبابه خلال هذه المدة. و هذا العطاء منسجم مع تلك الذهنية التي لا يمكن أن تستوعب بحال، العمر الطويل الذي يمتد مئات السنين.

و من الواضح أن الناس سوف لن يحسبوه شيخا، إذ مع تمادي العمر مئات السنين، ينتفي من الذهن مفهوم الشيخوخة تماما، و يبقى تطور شكل الإنسان بالقدرة الالهية وحدها، تلك القدرة التي حفظته هذا المقدار من السنين.


[1] الغيبة، ص 78.

[2] انظر الاكمال المخطوط.

[3] الغيبة، ص 99.

نام کتاب : تاريخ الغيبة نویسنده : الصدر، السيد محمد    جلد : 2  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست