responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ السنة النبوية نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 39

يرون ـ أي في الجاهلية ـ أنّ العُمرة في أشهر الحجّ من أفجر الفجور في الاَرض. ويجعلون المحرّم صَفَراً[1] ، ويقولون: إذا برأ الدَبَر، وعفا الاَثر[2] ، وانسلخ صفر، حلّت العُمرة لمن اعتمر.

فقدِم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه صبيحة رابعة مهلّين بالحجّ، فأمرهم أن يجعلوها عمرة، فتعاظم ذلك عندهم! فقالوا: يا رسول الله! أيّ الحِلّ؟! قال: «الحِلُّ كلّه»[3] .

وفي حديث البراء، قالوا: كيف نجعلها عمرة[4] وقد أحرمنا بالحجّ؟! فقال لهم (صلى الله عليه وآله وسلم): «انظروا الذي آمركم به فافعلوه» فردّوا عليه القول، فغضب، ثمّ انطلق حتّى دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه، فقالت: مَن أغضبك؟! أغضبه الله!

قال: «وما لي لا أغضب وأنا آمُر بالاَمر فلا أُتّبع؟!»[5] .

فهل يصحّ أن يقال: كان هذا الخلاف والردّ على الرسول اجتهاداً، ولاَجل المصلحة التي رآها هؤلاء الصحابة؟!


[1] وهذا هو النسيء الذي كانوا يفعلونه، يؤخرّون المحرّم ويقدّمون مكانه صَفَراً ليحلّونه.

[2] يريدون: إذا شفيت ظهور الاِبل من «الدبر» الذي يصيبها من أثر الحمل ومشقّة السفر، وذلك بعد الانصراف من الحجّ، وعنذئذٍ يكون أثر سيرها قد ذهب وامّحى من الطرق لطول المدّة.

[3] صحيح البخاري /2 ـ كتاب الحجّ ـ باب 33 ح 1489، صحيح مسلم/ 3 ـ كتاب الحجّ ـ باب 31 ح 198 (1240).

[4] وفي لفظ البخاري عن جابر «متعة» بدل «عمرة». صحيح البخاري ح 1493.

[5] مسند أحمد 4/286، سنن ابن ماجة ح 2982، سير أعلام النبلاء 8/498 وقال الذهبي: هذا حديث صحيح من العوالي.

نام کتاب : تاريخ السنة النبوية نویسنده : صائب عبد الحميد    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست