نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 9 صفحه : 153
فغنت قلم جاريه صالح بن عبد الوهاب في هذين الشعرين، و غنت في شعر محمد بن كناسه:
في انقباض و حشمه فإذا* * * جالست اهل الوفاء و الكرم
أرسلت نفسي على سجيتها* * * و قلت ما شئت غير محتشم
فغنته الواثق، فاستحسنه، فبعث الى ابن الزيات: ويحك من صالح ابن عبد الوهاب هذا! فابعث اليه فاشخصه، و ليحمل جاريته، فغدا بها صالح الى الواثق، فادخلت عليه، فلما تغنت ارتضاها، فبعث اليه، فقال: قل، فقال: مائه الف دينار يا امير المؤمنين و ولايه مصر، فردها، ثم قال احمد بن عبد الوهاب أخو صالح في الواثق:
أبت دار الأحبة ان تبينا* * * اجدك ما رايت لها معينا
تقطع حسره من حب ليلى* * * نفوس ما اثبن و لا جزينا
فصنعت فيه قلم جاريه صالح، فغناه زرزر الكبير للواثق، فقال: لمن ذا؟ فقال: لقلم، فبعث الى ابن الزيات، فاشخص صالحا و معه قلم، فلما دخلت عليه، قال: هذا لك؟ قالت: نعم يا امير المؤمنين، قال:
بارك الله عليك! و بعث الى صالح: استم و قل قولا يتهيأ ان تعطاه، فبعث اليه: قد أهديتها الى امير المؤمنين، فبارك الله لأمير المؤمنين فيها.
قال: قد قبلتها، يا محمد، عوضه خمسه آلاف دينار، و سماها اغتباط فمطله ابن الزيات، فاعادت الصوت و هو:
أبت دار الأحبة ان تبينا* * * اجدك هل رايت لها معينا
فقال لها: بارك الله عليك و على من رباك، فقالت: يا سيدي و ما ينتفع من رباني، و قد امرت له بشيء لم يصل اليه! فقال الواثق: يا سمانه، الدواة، فكتب الى ابن الزيات: ادفع الى صالح بن عبد الوهاب ما عوضناه من ثمن
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 9 صفحه : 153