نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 647
أرجلهما في ماء البدندون، فقال: يا سعيد، دل رجليك في هذا الماء و ذقه، فهل رايت ماء قط أشد بردا، و لا اعذب و لا اصفى صفاء منه! ففعلت و قلت: يا امير المؤمنين، ما رايت مثل هذا قط، قال: اى شيء يطيب ان يؤكل و يشرب هذا الماء عليه؟ فقلت: امير المؤمنين اعلم، فقال: رطب الازاذ، فبينا هو يقول هذا إذا سمع وقع لجم البريد فالتفت، فنظر فإذا بغال من بغال البريد، على اعجازها حقائب فيها الالطاف، فقال لخادم له: اذهب فانظر: هل في هذه الالطاف رطب؟ فانظره، فان كان آزاذ فات به، فجاء يسعى بسلتين فيهما رطب آزاذ، كأنما جنى من النخل تلك الساعة، فأظهر شكرا لله تعالى، و كثر تعجبنا منه، فقال: ادن فكل، فأكل هو و ابو إسحاق، و اكلت معهما، و شربنا جميعا من ذلك الماء، فما قام منا احد الا و هو محموم، فكانت منيه المأمون من تلك العله، و لم يزل المعتصم عليلا حتى دخل العراق، و لم أزل عليلا حتى كان قريبا.
و لما اشتدت بالمأمون علته بعث الى ابنه العباس، و هو يظن ان لن يأتيه، فأتاه و هو شديد المرض متغير العقل، قد نفذت الكتب بما نفذت له في امر ابى إسحاق بن الرشيد، فأقام العباس عند ابيه أياما، و قد اوصى قبل ذلك الى أخيه ابى إسحاق.
و قيل: لم يوص الا و العباس حاضر، و القضاه و الفقهاء و القواد و الكتاب، و كانت وصيته: هذا ما اشهد عليه عبد الله بن هارون امير المؤمنين بحضره من حضره، اشهدهم جميعا على نفسه انه يشهد و من حضره ان الله عز و جل وحده لا شريك له في ملكه، و لا مدبر لأمره غيره، و انه خالق و ما سواه مخلوق، و لا يخلو القرآن ان يكون شيئا له مثل، و لا شيء مثله تبارك و تعالى، و ان الموت حق، و البعث حق، و الحساب حق، و ثواب المحسن الجنه و عقاب المسيء، النار، و ان محمدا(ص)قد بلغ عن ربه شرائع دينه، و ادى نصيحته الى امته، حتى قبضه الله اليه صلى الله عليه افضل صلاه
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 647