responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 616

دعا جماعه من الرؤساء و الاعلام، قعد يوما بباب عبد الله بن طاهر، و قد ركب الى عبيد الله بن السرى بعد صلحه و امانه، فلما انصرف قام اليه الرجل، فاخرج من كمه رقعه فدفعها اليه، فأخذها بيده، فما هو الا ان دخل فخرج الحاجب اليه، فادخله عليه و هو قاعد على بساطه، ما بينه و بين الارض غيره، و قد مد رجليه، و خفاه فيهما، فقال له: قد فهمت ما في رقعتك من جمله كلامك، فهات ما عندك، قال: ولى امانك و ذمه الله معك؟ قال: لك ذلك، قال: فأظهر له ما اراد، و دعاه الى القاسم، و اخبره بفضائله و علمه و زهده، فقال له عبد الله: ا تنصفني؟ قال: نعم، قال: هل يجب شكر الله على العباد؟

قال: نعم، قال: فهل يجب شكر بعضهم لبعض عند الاحسان و المنة و التفضل؟ قال: نعم، قال: فتجي‌ء الى و انا في هذه الحاله التي ترى، لي خاتم في المشرق جائز و في المغرب كذلك، و فيما بينهما امرى مطاع، و قولي مقبول، ثم ما التفت يميني و لا شمالى و ورائي و قد أمي الا رايت نعمه لرجل أنعمها على، و منه ختم بها رقبتي، و يدا لائحه بيضاء ابتدانى بها تفضلا و كرما، فتدعوني الى الكفر بهذه النعمه و هذا الاحسان، و تقول: اغدر بمن كان أولا لهذا و آخرا، واسع في ازاله خيط عنقه و سفك دمه! تراك لو دعوتني الى الجنه عيانا من حيث اعلم، ا كان الله يحب ان اغدر به، و اكفر إحسانه و منته، و انكث بيعته! فسكت الرجل، فقال له عبد الله: اما انه قد بلغنى امرك، و تالله ما اخاف عليك الا نفسك، فارحل عن هذا البلد، فان السلطان الأعظم ان بلغه امرك- و ما آمن ذلك عليك- كنت الجاني على نفسك و نفس غيرك.

فلما ايس الرجل مما عنده جاء الى المأمون، فاخبره الخبر، فاستبشر و قال:

ذلك غرس يدي، و الف ادبى، و ترب تلقيحى، و لم يظهر من ذلك لأحد شيئا، و لا علم به عبد الله الا بعد موت المأمون.

و ذكر عن عبد الله بن طاهر انه قال و هو محاصر بمصر عبيد الله بن السرى:

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 616
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست