نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 600
كبيرا، و لأطأن بمن معى من انصار الدولة كواهل رعاع أصحابك، و من تأشب إليك من ادانى البلدان و أقاصيها و طغامها و اوباشها، و من انضوى الى حوزتك من خراب الناس، و من لفظه بلده، و نفته عشيرته، لسوء موضعه فيهم و قد اعذر من انذر و السلام.
و كان مقام عبد الله بن طاهر على نصر بن شبث محاربا له- فيما ذكر- خمس سنين حتى طلب الامان، فكتب عبد الله الى المأمون يعلمه انه حصره و ضيق عليه، و قتل رؤساء من معه، و انه قد عاذ بالأمان و طلبه، فأمره ان يكتب له كتاب أمان، فكتب اليه، أمانا نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد، فان الاعذار بالحق حجه الله المقرون بها النصر، و الاحتجاج بالعدل دعوه الله الموصول بها العز، و لا يزال المعذر بالحق، المحتج بالعدل في استفتاح أبواب التأييد، و استدعاء اسباب التمكين، حتى يفتح الله و هو خير الفاتحين، و يمكن و هو خير الممكنين، و لست تعدو ان تكون فيما لهجت به احد ثلاثة:
طالب دين، او ملتمس دنيا، او متهورا يطلب الغلبه ظلما، فان كنت للدين تسعى بما تصنع، فاوضح ذلك لأمير المؤمنين يغتنم قبوله ان كان حقا، فلعمرى ما همته الكبرى، و لا غايته القصوى الا الميل مع الحق حيث مال، و الزوال مع العدل حيث زال، و ان كنت للدنيا تقصد، فاعلم امير المؤمنين غايتك فيها، و الأمر الذى تستحقها به، فان استحققتها و امكنه ذلك فعله بك.
فلعمرى ما يستجيز منع خلق ما يستحقه و ان عظم، و ان كنت متهورا فسيكفى الله امير المؤمنين مؤنتك، و يعجل ذلك كما عجل كفايته مؤن قوم سلكوا مثل طريقك كانوا اقوى يدا، و اكثف جندا و اكثر جمعا و عددا و نصرا منك فيما اصارهم اليه من مصارع الخاسرين، و انزل بهم من جوائح الظالمين و امير المؤمنين يختم كتابه بشهاده ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، و ان محمدا عبده و رسوله ص، و ضمانه لك في دينه و ذمته الصفح عن سوالف جرائمك، و متقدمات جرائرك، و انزالك ما تستأهل من منازل العز و الرفعه ان اتيت و راجعت، ان شاء الله و السلام
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 600