responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 591

يوم وقتا يدخل عليك فيه بكتبه و مؤامرته، و ما عنده من حوائج عمالك، و امر كورك و رعيتك، ثم فرغ لما يورده عليك من ذلك سمعك و بصرك و فهمك و عقلك، و كرر النظر اليه و التدبير له، فما كان موافقا للحزم و الحق فامضه و استخر الله فيه، و ما كان مخالفا لذلك فاصرفه الى التثبت فيه، و المسألة عنه.

و لا تمنن على رعيتك و لا على غيرهم بمعروف تأتيه اليهم، و لا تقبل من احد منهم الا الوفاء و الاستقامة و العون في امور امير المؤمنين، و لا تضعن المعروف الا على ذلك.

و تفهم كتابي إليك، و اكثر النظر فيه و العمل به، و استعن بالله على جميع امورك و استخره، فان الله مع الصلاح و اهله، و ليكن اعظم سيرتك و افضل رغبتك ما كان لله رضا و لدينه نظاما، و لأهله عزا و تمكينا، و للذمه و الملة عدلا و صلاحا.

و انا اسال الله ان يحسن عونك و توفيقك و رشدك و كلاءك، و ان ينزل عليك فضله و رحمته بتمام فضله عليك و كرامته لك، حتى يجعلك افضل مثالك نصيبا، و أوفرهم حظا، و اسناهم ذكرا، و امرا، و ان يهلك عدوك و من ناواك و بغى عليك، و يرزقك من رعيتك العافيه، و يحجز الشيطان عنك و ساوسه، حتى يستعلى امرك بالعز و القوه و التوفيق، انه قريب مجيب.

و ذكر ان طاهرا لما عهد الى ابنه عبد الله هذا العهد تنازعه الناس و كتبوه، و تدارسوه و شاع امره، حتى بلغ المأمون فدعا به و قرئ عليه، فقال: ما بقي ابو الطيب شيئا من امر الدين و الدنيا و التدبير و الرأي و السياسة و اصلاح الملك و الرعية و حفظ البيضه و طاعه الخلفاء و تقويم الخلافه الا و قد احكمه، و اوصى به و تقدم، و امر ان يكتب بذلك الى جميع العمال في نواحي الاعمال.

و توجه عبد الله الى عمله فسار بسيرته، و اتبع امره و عمل بما عهد اليه‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 591
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست