responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 590

الله بذلك عيشهم و يرزقك به بركه و زياده و اجر للاضراء من بيت المال، و قدم حمله القرآن منهم و الحافظين لأكثره في الجرايه على غيرهم، و انصب لمرضى المسلمين دورا تؤويهم، و قواما يرفقون بهم، و أطباء يعالجون اسقامهم، و اسعفهم بشهواتهم ما لم يؤد ذلك الى سرف في بيت المال و اعلم ان الناس إذا أعطوا حقوقهم و افضل أمانيهم لم يرضهم ذلك، و لم تطب انفسهم دون رفع حوائجهم الى ولاتهم طمعا في نيل الزيادة، و فضل الرفق منهم، و ربما برم المتصفح لأمور الناس لكثرة ما يرد عليه، و يشغل فكره و ذهنه منها ما يناله به مؤنه و مشقة، و ليس من يرغب في العدل، و يعرف محاسن أموره في العاجل و فضل ثواب الأجل، كالذي يستقبل ما يقربه الى الله، و يلتمس رحمته به و اكثر الاذن للناس عليك، و ابرز لهم وجهك، و سكن لهم احراسك، و اخفض لهم جناحك، و اظهر لهم بشرك، و لن لهم في المسألة و المنطق، و اعطف عليهم بجودك و فضلك، و إذا اعطيت فأعط بسماحه و طيب نفس، و التمس الصنيعه و الاجر غير مكدر و لا منان، فان العطية على ذلك تجاره مربحه ان شاء الله.

و اعتبر بما ترى من امور الدنيا و من مضى من قبلك من اهل السلطان و الرياسة في القرون الخالية و الأمم البائده، ثم اعتصم في احوالك كلها بأمر الله، و الوقوف عند محبته، و العمل بشريعته و سنته و اقامه دينه و كتابه، و اجتنب ما فارق ذلك و خالفه، و دعا الى سخط الله و اعرف ما يجمع عمالك من الأموال و ينفقون منها و لا تجمع حراما، و لا تنفق إسرافا، و اكثر مجالسه العلماء و مشاورتهم و مخالطتهم و ليكن هواك اتباع السنن و إقامتها، و ايثار مكارم الأمور و معاليها، و ليكن اكرم دخلائك و خاصتك عليك من إذا راى عيبا فيك لم تمنعه هيبتك من إنهاء ذلك إليك في سر، و اعلامك ما فيه من النقص، فان أولئك انصح أوليائك و مظاهريك.

و انظر عمالك الذين بحضرتك و كتابك، فوقت لكل رجل منهم في كل‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 590
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست