responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 572

يدعو في مسجد الرصافه كما كان يدعو، فإذا كان الليل رده الى حبسه، فمكث بذلك أياما، فأتاه اصحابه ليكونوا معه، فقال لهم: الزموا بيوتكم، فانى ارزا هذا- يعنى ابراهيم- فلما كان ليله الاثنين لليلة خلت من ذي الحجه خلى سبيله، فذهب فاختفى، فلما راى اصحاب ابراهيم و قواده ان حميدا قد نزل في ارحاء عبد الله بن مالك، تحول عامتهم اليه، و أخذوا له المدائن، فلما راى ذلك ابراهيم، اخرج جميع من عنده حتى يقاتلوا، فالتقوا على جسر نهر ديالى، فاقتتلوا، فهزمهم حميد، فقطعوا الجسر، فتبعهم اصحابه حتى أدخلوهم بيوت بغداد، و ذلك يوم الخميس لانسلاخ ذي القعده.

فلما كان يوم الاضحى امر ابراهيم القاضى ان يصلى بالناس في عيساباذ، فصلى بهم فانصرف الناس، و اختفى الفضل بن الربيع، ثم تحول الى حميد، ثم تحول على بن ريطة الى عسكر حميد، و جعل الهاشميون و القواد يلحقون بحميد واحدا بعد واحد، فلما راى ذلك ابراهيم اسقط في يديه، فشق عليه.

و كان المطلب يكاتب حميدا على ان يأخذ له الجانب الشرقى، و كان سعيد ابن الساجور و ابو البط و عبدويه و عده معهم من القواد يكاتبون على بن هشام، على ان يأخذوا له ابراهيم، فلما علم ابراهيم بامرهم و ما اجتمع عليه كل قوم من اصحابه، و انهم قد احدقوا به، جعل يداريهم، فلما جنه الليل اختفى ليله الأربعاء لثلاث عشره بقيت من ذي الحجه سنه ثلاث و مائتين، و بعث المطلب الى حميد يعلمه انه قد احدق بدار ابراهيم هو و اصحابه، فان كان يريده فليأته.

و كتب ابن الساجور و اصحابه الى على بن هشام، فركب حميد من ساعته، و كان نازلا في ارحاء عبد الله، فاتى باب الجسر، و جاء على بن هشام حتى نزل نهر بين، و تقدم الى مسجد كوثر، و خرج اليه ابن الساجور و اصحابه، و جاء المطلب الى حميد، فلقوه بباب الجسر، فقربهم و وعدهم و نبأهم ان يعلم المأمون ما صنعوا، فاقبلوا الى دار ابراهيم، و طلبوه فيها فلم يجدوه، فلم يزل ابراهيم متواريا حتى قدم المأمون و بعد ما قدم، حتى كان من امره ما كان‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 572
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست