responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 565

نصحه، و ان طاهر بن الحسين قد ابلى في طاعته ما ابلى، و افتتح ما افتتح، و قاد اليه الخلافه مزمومه، حتى إذا وطأ الأمر اخرج من ذلك كله، و صير في زاوية من الارض بالرقة، قد حظرت عليه الأموال حتى ضعف امره فشغب عليه جنده، و انه لو كان على خلافتك ببغداد لضبط الملك، و لم يجترأ عليه بمثل ما اجترئ به على الحسن بن سهل، و ان الدنيا قد تفتقت من أقطارها، و ان طاهر بن الحسين قد تنوسى في هذه السنين منذ قتل محمد في الرقة، لا يستعان به في شي‌ء من هذه الحروب، و قد استعين بمن هو دونه أضعافا، و سألوا المأمون الخروج الى بغداد في بنى هاشم و الموالي و القواد، و الجند لو رأوا عزتك سكنوا الى ذلك، و بخعوا بالطاعة.

فلما تحقق ذلك عند المأمون امر بالرحيل الى بغداد، فلما امر بذلك علم الفضل بن سهل ببعض ذلك من امرهم، فتعنتهم حتى ضرب بعضهم بالسياط و حبس بعضا، و نتف لحى بعض، فعاوده على بن موسى في امرهم، و اعلمه ما كان من ضمانه لهم، فاعلمه انه يدارى ما هو فيه ثم ارتحل من مرو فلما اتى سرخس شد قوم على الفضل بن سهل و هو في الحمام، فضربوه بالسيوف حتى مات، و ذلك يوم الجمعه لليلتين خلتا من شعبان سنه اثنتين و مائتين فأخذوا و كان الذين قتلوا الفضل من حشم المأمون و هم اربعه نفر:

احدهم غالب المسعودى الأسود، و قسطنطين الرومي، و فرج الديلمى، و موفق الصقلبى، و قتلوه و له ستون سنه، و هربوا فبعث المأمون في طلبهم، و جعل لمن جاء بهم عشره آلاف دينار، فجاء بهم العباس بن الهيثم بن بزرجمهر الدينورى، فقالوا للمأمون: أنت أمرتنا بقتله، فامر بهم فضربت أعناقهم.

و قد قيل: ان الذين قتلوا الفضل لما أخذوا ساءلهم المأمون، فمنهم من قال: ان على بن ابى سعيد، ابن اخت الفضل دسهم، و منهم من انكر ذلك.

و امر بهم فقتلوا ثم بعث الى عبد العزيز بن عمران و على و موسى و خلف فساء لهم فأنكروا ان يكونوا علموا بشي‌ء من ذلك، فلم يقبل ذلك منهم و امر بهم فقتلوا، و بعث برءوسهم الى الحسن بن سهل الى واسط، و اعلمه ما دخل عليه من المصيبة بقتل الفضل، و انه قد صيره مكانه و وصل الكتاب بذلك الى الحسن‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 565
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست