responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 477

ابكى فراقهم عيني و ارقها* * * ان التفرق للاحباب بكاء

ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم* * * حتى تفانوا و ريب الدهر عداء

فقال لها: لعنك الله! اما تعرفين من الغناء شيئا غير هذا! قالت:

يا سيدي، ما تغنيت الا بما ظننت انك تحبه، و ما اردت ما تكرهه، و ما هو الا شي‌ء جاءني ثم أخذت في غناء آخر:

اما و رب السكون و الحرك* * * ان المنايا كثيره الشرك‌

ما اختلف الليل و النهار و لا* * * دارت نجوم السماء في الفلك‌

الا لنقل النعيم من ملك* * * عان بحب الدنيا الى ملك‌

و ملك ذي العرش دائم ابدا* * * ليس بفان و لا بمشترك‌

فقال لها: قومى غضب الله عليك! قال: فقامت و كان له قدح بلور حسن الصنعه، و كان محمد يسميه زب رباح، و كان موضوعا بين يديه، فقامت الجاريه منصرفه فتعثرت بالقدح فكسرته- قال ابراهيم: و العجب انا لم نجلس مع هذه الجاريه قط الا رأينا ما نكره في مجلسنا ذلك- فقال لي:

ويحك يا ابراهيم! ما ترى ما جاءت به هذه الجاريه، ثم ما كان من امر القدح! و الله ما أظن امرى الا و قد قرب، فقلت: يطيل الله عمرك، و يعز ملكك، و يديم لك، و يكبت عدوك فما استتم الكلام حتى سمعنا صوتا من دجلة: «قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ‌»، فقال: يا ابراهيم، ما سمعت ما سمعت! قلت: لا و الله، ما سمعت شيئا- و قد كنت سمعت- قال:

تسمع حسا! قال: فدنوت من الشط فلم أر شيئا، ثم عاودنا الحديث، فعاد الصوت: «قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ‌»، فوثب من مجلسه ذلك مغتما، ثم ركب فرجع الى موضعه بالمدينة، فما كان بعد هذا الا ليله او ليلتان حتى حدث ما حدث من قتله، و ذلك يوم الأحد لست- او لاربع- خلون من صفر، سنه ثمان و تسعين و مائه‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 477
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست