نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 456
سقينا و سقيناهم* * * و لكن بهم الحره
كذاك الحرب أحيانا* * * علينا و لنا مره
فذكر عن بعض الأبناء ان طاهرا بث رسله، و كتب الى القواد و الهاشميين و غيرهم بعد ان حاز ضياعهم و غلاتهم يدعوهم الى الامان و الدخول في خلع محمد و البيعه للمأمون، فلحق به جماعه، منهم عبد الله بن حميد بن قحطبه الطائي و اخوته، و ولد الحسن بن قحطبه و يحيى بن على بن ماهان و محمد بن ابى العاص، و كاتبه قوم من القواد و الهاشميين في السر، و صارت قلوبهم و اهواؤهم معه.
قال: و لما كانت وقعه قصر صالح اقبل محمد على اللهو و الشرب، و وكل الأمر الى محمد بن عيسى بن نهيك و الى الهرش، فوضعا مما يليهما من الدروب و الأبواب و كلاءهما بأبواب المدينة و الارباض و سوق الكرخ و فرض دجلة و باب المحول و الكناسة، فكان لصوصها و فساقها يسلبون من قدروا عليه من الرجال و النساء و الضعفاء من اهل الملة و الذمة، فكان منهم في ذلك ما لم يبلغنا ان مثله كان في شيء من سائر بلاد الحروب.
قال: و لما طال ذلك بالناس، و ضاقت بغداد بأهلها، خرج عنها من كانت به قوه بعد الغرم الفادح و المضايقه الموجعة و الخطر العظيم، فاخذ طاهر اصحابه بخلاف ذلك، و اشتد فيه، و غلظ على اهل الريب و امر محمد ابن ابى خالد بحفظ الضعفاء و النساء و تجويزهم و تسهيل امرهم، فكان الرجل و المرأة إذا تخلص من أيدي اصحاب الهرش، و صار الى اصحاب طاهر ذهب عنه الروع و امن، و اظهرت المرأة ما معها من ذهب و فضه او متاع او بز، حتى قيل: ان مثل اصحاب طاهر و مثل اصحاب الهرش و ذويه و مثل الناس إذا تخلصوا، مثل السور الذى قال الله تعالى ذكره: «فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَ ظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ» فلما طال على الناس ما بلوا به ساءت حالهم، و ضاقوا به ذرعا، و في ذلك يقول بعض فتيان بغداد:
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 456