responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 442

على طاهر، ففرق محمد فيمن صار اليه من اصحاب طاهر مالا عظيما، و قود رجالا، و غلف لحاهم بالغالية، فسموا بذلك قواد الغالية.

ذكر الخبر عن سبب ذلك و الى ما آل اليه الأمر فيه:

ذكر عن يزيد بن الحارث، قال: اقام طاهر على نهر صرصر لما صار إليها، و شمر في محاربه محمد و اهل بغداد، فكان لا يأتيه جيش الا هزمه، فاشتد على اصحابه ما كان محمد يعطى من الأموال و الكسا، فخرج من عسكره نحو من خمسه آلاف رجل من اهل خراسان و من التف اليهم، فسر بهم محمد، و وعدهم و مناهم، و اثبت اسماءهم في الثمانين قال: فمكثوا بذلك أشهرا، و قود جماعه من الحربية و غيرهم ممن تعرض لذلك و طلبه، و عقد لهم، و وجههم الى دسكرة الملك و النهروان، و وجه اليهم حبيب بن جهم النمرى الأعرابي في اصحابه، فلم يكن بينهم كثير قتال، و ندب محمد قوادا من قواد بغداد، فوجههم الى الياسرية و الكوثرية و السفينتين، و حمل اليهم الاطعمه، و قواهم بالارزاق، و صيرهم ردءا لمن خلفهم، و فرق الجواسيس في اصحاب طاهر، و دس الى رؤساء الجند الكتب بالاطماع و الترغيب، فشغبوا على طاهر، و استامن كثير منهم الى محمد، و مع كل عشره انفس منهم طبل، فارعدوا و ابرقوا و اجلبوا، و دنوا حتى أشرفوا على نهر صرصر، فعبى طاهر اصحابه كراديس، ثم جعل يمر على كل كردوس منهم، فيقول: لا يغرنكم كثره من ترون، و لا يمنعكم استئمان من استامن منهم، فان النصر مع الصدق و الثبات، و الفتح مع الصبر، و رب‌ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‌ ثم امرهم بالتقدم، فتقدموا و اضطربوا بالسيوف مليا ثم ان الله ضرب اكتاف اهل بغداد فولوا منهزمين، و أخلوا موضع عسكرهم، فانتهب اصحاب طاهر كل ما كان فيه من سلاح و مال و بلغ الخبر محمدا، فامر بالعطاء فوضع، و اخرج خزائنه و ذخائره، و فرق الصلات و جمع اهل الارباض، و اعترض الناس على عينه، فكان لا يرى أحدا و سيما حسن الرواء الا خلع عليه و قوده، و كان لا يقود أحدا الا غلفت لحيته بالغالية، و هم الذين‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 442
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست