responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 429

لا تستصحب بالتجبر و التكبر، و ان محمدا يريد ان يوتغ اديانكم، و ينكث بيعتكم، و يفرق جمعكم، و ينقل عزكم الى غيركم، و هو صاحب الزواقيل بالأمس، و بالله ان طالت به مده و راجعه من امره قوه، ليرجعن و بال ذلك عليكم، و ليعرفن ضرره و مكروهه في دولتكم و دعوتكم، فاقطعوا اثره قبل ان يقطع آثاركم، و ضعوا عزه قبل ان يضع عزكم، فو الله لا ينصره منكم ناصر الا خذل، و لا يمنعه مانع الا قتل، و ما عند الله لأحد هواده، و لا يراقب على الاستخفاف بعهوده و الحنث بإيمانه ثم امر الناس بعبور الجسر فعبروا، حتى صاروا الى سكه باب خراسان، و اجتمعت الحربية و اهل الارباض مما يلى باب الشام، و باب الأنبار و شط الصراة مما يلى باب الكوفه.

و تسرعت خيول من خيول محمد من الاعراب و غيرهم الى الحسين بن على، فاقتتلوا قتالا شديدا مليا من النهار، و امر الحسين من كان معه من قواده و خاصه اصحابه بالنزول فنزلوا اليهم بالسيوف و الرماح، و صدقوهم القتال، و كشفوهم حتى تفرقوا عن باب الخلد.

قال: فخلع الحسين بن على محمدا يوم الأحد لإحدى عشره ليله خلت من رجب سنه ست و تسعين و مائه، و أخذ البيعه لعبد الله المأمون من غد يوم الاثنين الى الليل، و غدا الى محمد يوم الثلاثاء، فوثب بعد الوقعه التي كانت بين الحسين و بين اصحاب محمد العباس بن موسى بن عيسى الهاشمى على محمد، و دخل عليه فاخرجه من قصر الخلد الى قصر ابى جعفر، فحبسه هناك الى صلاه الظهر، ثم وثب العباس بن موسى بن عيسى على أم جعفر فأمرها بالخروج من قصرها الى مدينه ابى جعفر، فابت، فدعا لها بكرسي، و امرها بالجلوس فيه، فقنعها بالسوط و ساءها، و اغلظ لها القول، فجلست فيه، ثم امر بها فادخلت المدينة مع ابنها و ولدها فلما اصبح الناس من الغد طلبوا من الحسين بن على الأرزاق و ماج الناس بعضهم في بعض، و قام محمد بن ابى خالد بباب الشام، فقال: ايها الناس، و الله ما ادرى باى سبب يتأمر الحسين بن على علينا، و يتولى هذا الأمر دوننا! ما هو بأكبرنا سنا، و لا أكرمنا حسبا، و لا أعظمنا منزله، و ان فينا من لا يرضى بالدنية، و لا يقاد بالمخادعه،

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 429
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست