responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 414

و الجرحى فيهم ثم ان عبد الرحمن انهزم، فدخل مدينه همذان، فأقام بها أياما حتى قوى اصحابه، و اندمل جرحاهم، ثم امر بالاستعداد، و زحف الى طاهر، فلما راى طاهر اعلامه و اوائل اصحابه قد طلعوا، قال لأصحابه:

ان عبد الرحمن يريد ان يتراءى لكم، فإذا قربتم منه قاتلكم، فان هزمتموه بادر الى المدينة فدخلها، و قاتلكم على خندقها، و امتنع بأبوابها و سورها، و ان هزمكم اتسع لهم المجال عليكم، و امكنته سعه المعترك من قتالكم، و قتل من انهزم، و ولى منكم، و لكن قفوا من خندقنا و عسكرنا قريبا، فان تقارب منا قاتلناه، و ان بعد من خندقهم قربنا منه فوقف طاهر مكانه، و ظن عبد الرحمن ان الهيبه بطات به من لقائه و النهود اليه، فبادر قتاله فاقتتلوا قتالا شديدا، و صبر طاهر، و اكثر القتل في اصحاب عبد الرحمن، و جعل عبد الرحمن يقول لأصحابه: يا معشر الأبناء، يا أبناء الملوك و الفاف السيوف، انهم العجم، و ليسوا باصحاب مطاوله و لا صبر، فاصبروا لهم فداكم ابى و أمي! و جعل يمر على رايه رايه، فيقول: اصبروا، انما صبرنا ساعه، هذا أول الصبر و الظفر و قاتل بيديه قتالا شديدا، و حمل حملات منكره ما منها حمله الا و هو يكثر في اصحاب طاهر القتل، فلا يزول احد و لا يتزحزح ثم ان رجلا من اصحاب طاهر حمل على اصحاب علم عبد الرحمن فقتله، و زحمهم اصحاب طاهر زحمه شديده، فولوهم اكتافهم، فوضعوا فيهم السيوف، فلم يزالوا يقتلونهم حتى انتهوا بهم الى باب مدينه همذان، فأقام طاهر على باب المدينة محاصرا لهم و له، فكان عبد الرحمن يخرج في كل يوم فيقاتل على أبواب المدينة، و يرمى اصحابه بالحجارة من فوق السور، و اشتد بهم الحصار، و تاذى بهم اهل المدينة، و تبرموا بالقتال و الحرب، و قطع طاهر عنهم المادة من كل وجه فلما راى عبد الرحمن، و راى اصحابه قد هلكوا و جهدوا، و تخوف ان يثب به اهل همذان ارسل الى طاهر فسأله‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست