responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 409

يتولى الأمر دونه، و قالوا: ان مقامك بمدينه الري ارفق باصحابك، و اقدر لهم على الميرة، و أكن من البرد، و احرى ان دهمك قتال ان يعتصموا بالبيوت، و تقوى على المماطله و المطاوله، الى ان يأتيك مدد، او ترد عليك قوه من خلفك فقال طاهر: ان الرأي ليس ما رايتم، ان اهل الري لعلى هائبون، و من معرته و سطوته متقون، و معه من قد بلغكم من اعراب البوادى و صعاليك الجبال و لفيف القرى، و لست آمن ان هجم علينا مدينه الري ان يدعو أهلها خوفهم الى الوثوب بنا، و يعينوه على قتالنا، مع انه لم يكن قوم قط روعبوا في ديارهم، و تورد عليهم عسكرهم الا وهنوا و ذلوا، و ذهب عزهم، و اجترأ عليهم عدوهم و ما الرأي الا ان نصير مدينه الري قفا ظهورنا، فان أعطانا الله الظفر، و الا عولنا عليها فقاتلنا في سككها، و تحصنا في منعتها الى ان يأتينا مدد او قوه من خراسان قالوا: الرأي ما رايت فنادى طاهر في اصحابه فخرجوا فعسكروا على خمسه فراسخ من الري بقرية يقال لها كلواص، و أتاه محمد بن العلاء فقال: ايها الأمير، ان جندك قد هابوا هذا الجيش، و امتلأت قلوبهم خوفا و رعبا منه، فلو اقمت بمكانك، و دافعت القتال الى ان يشامهم أصحابك، و يأنسوا بهم، و يعرفوا وجه الماخذ في قتالهم! فقال: لا، انى لا اوتى من قله تجربه و حزم، ان اصحابى قليل، و القوم عظيم سوادهم كثير عددهم، فان دافعت القتال، و اخرت المناجزة لم آمن ان يطلعوا على قلتنا و عورتنا، و ان يستميلوا من معى برغبه او رهبه، فينفر عنى اكثر اصحابى، و يخذلني اهل الحفاظ و الصبر، و لكن الف الرجال بالرجال، و الحم الخيل بالخيل، و اعتمد على الطاعة و الوفاء، و اصبر صبر محتسب للخير، حريص على الفوز بفضل الشهاده، فان يرزق الله الظفر و الفلج فذلك الذى نريد و نرجو، و ان تكن الاخرى، فلست بأول من قاتل فقتل، و ما عند الله اجزل و افضل.

و قال على لأصحابه: بادروا القوم، فان عددهم قليل، و لو زحفتم اليهم لم يكن لهم صبر على حراره السيوف و طعن الرماح و عبا جنده ميمنه‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست