responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 350

العتيقة، و اما عنبرها فمن عنبر بحر عدن، و اما بأنها فمن فلان المدني المعروف بجوده عمله، و اما مركبها فانسان بالبصرة عالم بتأليفها، حاذق بتركيبها، فان راى امير المؤمنين ان يمن على بقبولها فعل، فقال الرشيد لخاقان الخادم و هو على راسه: يا خاقان، ادخل هذه الغالية، فادخلها خاقان، فإذا هي في برنيه عظيمه من فضه، و فيها ملعقه، فكشف عنها و ابن ابى مريم حاضر، فقال: يا امير المؤمنين، هبها لي، قال: خذها إليك فاغتاظ العباس، و طار أسفا، و قال: ويلك! عمدت الى شي‌ء منعته نفسي، و آثرت به سيدي فأخذته! فقال: أمه فاعله ان دهن بها الا استه! قال: فضحك الرشيد، ثم وثب ابن ابى مريم، فالقى طرف قميصه على راسه، و ادخل يده في البرنية، فجعل يخرج منها ما حملت يده، فيضعه في استه مره و في ارفاغه و مغابنه اخرى، ثم سود بها وجهه و راسه و اطرافه، حتى اتى على جميع جوارحه، و قال لخاقان: ادخل الى غلامي، فقال الرشيد و ما يعقل مما هو فيه من الضحك، ادع غلامه، فدعاه، فقال له: اذهب بهذه الباقيه، الى فلانة، امراته، فقل لها: ادهنى بهذا حرك الى ان انصرف فانيكك فأخذها الغلام و مضى، و الرشيد يضحك، فذهب به الضحك ثم اقبل على العباس فقال: و الله أنت شيخ احمق، تجي‌ء الى خليفه الله فتمدح عنده غاليه! ا ما تعلم ان كل شي‌ء تمطر السماء و كل شي‌ء تخرج الارض له، و كل شي‌ء هو في الدنيا فملك يده، و تحت خاتمه و في قبضته! و اعجب من هذا انه قيل لملك الموت: انظر كل شي‌ء يقول لك هذا فانفذه، فمثل هذا تمدح عنده الغالية، و يخطب في ذكرها، كأنه بقال او عطار او تمار! قال: فضحك الرشيد حتى كاد ينقطع نفسه، و وصل ابن ابى مريم في ذلك اليوم بمائه الف درهم.

و ذكر عن زيد بن على بن حسين بن زيد بن على بن الحسين بن على ابن ابى طالب، قال: اراد الرشيد ان يشرب الدواء يوما، فقال له ابن ابى مريم: هل لك ان تجعلني حاجبك غدا عند أخذك الدواء، و كل شي‌ء

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 350
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست