نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 345
ما يقاسى، فنهضت فقال لي: اقعد يا سهل، فقعدت و طال جلوسي لا يكلمني و لا اكلمه، و الملحفة تنحل فيعيد الاحتباء بها، فلما طال ذلك نهضت، فقال لي: الى اين يا سهل؟ قلت: يا امير المؤمنين، ما يسع قلبي ان ارى امير المؤمنين يعانى من العله ما يعانى، فلو اضطجعت يا امير المؤمنين كان اروح لك! قال: فضحك ضحك صحيح، ثم قال: يا سهل انى اذكر في هذه الحال قول الشاعر:
و انى من قوم كرام يزيدهم* * * شماسا و صبرا شده الحدثان
و ذكر عن مسرور الكبير، قال: لما حضرت الرشيد الوفاة، و احس بالموت، أمرني ان انشر الوشى فاتيه بأجود ثوب اقدر عليه و أغلاه قيمه، فلم أجد ذلك في ثوب واحد، و وجدت ثوبين اغلى شيء قيمه، وجدتهما متقاربين في اثمانهما، الا ان أحدهما اغلى من الآخر شيئا، و أحدهما احمر و الآخر اخضر، فجئته بهما، فنظر إليهما و خبرته قيمتهما، فقال: اجعل أحسنهما كفني، ورد الآخر الى موضعه.
و توفى- فيما ذكر- في موضع يدعى المثقب، في دار حميد بن ابى غانم، نصف الليل، ليله السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة من هذه السنه، و صلى عليه ابنه صالح، و حضر وفاته الفضل بن الربيع و اسماعيل بن صبيح، و من خدمه مسرور و حسين و رشيد.
و كانت خلافته ثلاثا و عشرين سنه و شهرين و ثمانية عشر يوما، أولها ليله الجمعه لاربع عشره ليله بقيت من شهر ربيع الاول سنه سبعين و مائه، و آخرها ليله السبت لثلاث ليال خلون من جمادى الآخرة سنه ثلاث و تسعين و مائه.
و قال هشام بن محمد: استخلف ابو جعفر الرشيد هارون بن محمد ليله الجمعه لاربع عشره ليله خلت من شهر ربيع الاول سنه سبعين و مائه، و هو يومئذ ابن اثنتين و عشرين سنه، و توفى ليله الأحد غره جمادى الاولى و هو ابن
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 345