responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 288

ثم امسك عنه، و خرج يحيى.

و ذكر عن احمد بن يوسف ان ثمامة بن اشرس، قال: أول ما انكر يحيى بن خالد من امره، ان محمد بن الليث رفع رساله الى الرشيد يعظه فيها، و يذكر ان يحيى بن خالد لا يغنى عنك من الله شيئا، و قد جعلته فيما بينك و بين الله، فكيف أنت إذا وقفت بين يديه، فسألك عما عملت في عباده و بلاده، فقلت: يا رب انى استكفيت يحيى امور عبادك! ا تراك تحتج بحجه يرضى بها! مع كلام فيه توبيخ و تقريع فدعا الرشيد يحيى- و قد تقدم اليه خبر الرسالة- فقال: تعرف محمد بن الليث؟ قال: نعم، قال: فأي الرجال هو؟ قال: متهم على الاسلام، فامر به فوضع في المطبق دهرا، فلما تنكر الرشيد للبرامكه ذكره فامر باخراجه، فاحضر، فقال له بعد مخاطبه طويله: يا محمد، ا تحبني؟ قال: لا و الله يا امير المؤمنين، قال:

تقول هذا! قال: نعم، وضعت في رجلي الأكبال، و حلت بيني و بين العيال بلا ذنب اتيت، و لا حدث احدثت، سوى قول حاسد يكيد الاسلام و اهله، و يحب الإلحاد و اهله، فكيف احبك! قال: صدقت، و امر باطلاقه، ثم قال: يا محمد، ا تحبني؟ قال: لا و الله يا امير المؤمنين، و لكن قد ذهب ما في قلبي، فامر ان يعطى مائه الف درهم، فاحضرت، فقال: يا محمد، ا تحبني؟ قال: اما الان فنعم، قد انعمت على، و احسنت الى قال:

انتقم الله ممن ظلمك، و أخذ لك بحقك ممن بعثني عليك قال: فقال الناس في البرامكه فأكثروا، و كان ذلك أول ما ظهر من تغير حالهم.

قال: و حدثنى محمد بن الفضل بن سفيان، مولى سليمان بن ابى جعفر، قال: دخل يحيى بن خالد بعد ذلك على الرشيد، فقام الغلمان اليه، فقال الرشيد لمسرور الخادم: مر الغلمان الا يقوموا ليحيى إذا دخل الدار قال:

فدخل فلم يقم اليه احد، فاربد لونه قال: و كان الغلمان و الحجاب بعد إذا راوه اعرضوا عنه قال: فكان ربما استسقى الشربه من الماء او غيره، فلا يسقونه، و بالحرى ان سقوه ان يكون ذلك بعد ان يدعو بها مرارا

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست