responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 250

و ما آمن عليك، و قد كان قال لي ابى حين انصرفنا- و ذاك انا احتبسنا عند الرشيد: أ ما رايت الغلام المعترض في الدار! لا و الله ما صرفنا حتى فرغ منه- يعنى يحيى- إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! و عند الله نحتسب أنفسنا فخرجت مع الرسول، فلما صرت في بعض الطريق و انا مغموم بما اقدم عليه، قلت للرسول: ويحك! ما امره! و ما ازعجه بالإرسال الى ابى في هذا الوقت! فقال: انه لما جاء من الدار، فساعة نزل عن الدابة صاح: بطنى بطنى! قال عبد الله بن عباس: فما حفلت بهذا الكلام من قول الغلام، و لا التفت اليه، فلما صرنا على باب الدرب- و كان في درب لا منفذ له- فتح البابين، فإذا النساء قد خرجن منشورات الشعور محتزمات بالحبال، يلطمن وجوههن و ينادين بالويل، و قد مات الرجل، فقلت: و الله ما رايت امرا اعجب من هذا! و عطفت دابتى راجعا اركض ركضا لم اركض مثله قبله و لا بعده الى هذه الغاية، و الغلمان و الحشم ينتظروننى لتعلق قلب الشيخ بي، فلما راونى دخلوا يتعادون، فاستقبلني مرعوبا في قميص و منديل، ينادى: ما وراءك يا بنى؟ قلت: انه قد مات، قال: الحمد لله الذى قتله و اراحك و إيانا منه، فما قطع كلامه حتى ورد خادم الرشيد يأمر ابى بالركوب و إياي معه فقال ابى و نحن في الطريق نسير: لو جاز ان يدعى ليحيى نبوه لادعاها اهله، (رحمه الله عليه)، و عند الله نحتسبه! و لا و الله ما نشك في انه قد قتل فمضينا حتى دخلنا على الرشيد، فلما نظر إلينا قال: يا عباس بن الحسن، أ ما علمت بالخبر؟ فقال ابى: بلى يا امير المؤمنين، فالحمد لله الذى صرعه بلسانه، و وقاك الله يا امير المؤمنين قطع ارحامك فقال الرشيد: الرجل و الله سليم على ما يحب، و رفع الستر، فدخل يحيى، و انا و الله اتبين الارتياع في الشيخ، فلما نظر اليه الرشيد صاح به: يا أبا محمد، أ ما علمت ان الله قد قتل عدوك الجبار! قال: الحمد لله الذى ابان لأمير المؤمنين كذب عدوه على، و اعفاه من قطع رحمه، و الله يا امير المؤمنين، لو كان هذا الأمر مما اطلبه و اصلح له و أريده فكيف و لست بطالب له و لا مريده، و لو لم يكن الظفر به الا بالاستعانة به،

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست