responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 217

رايته و ثبت عن مجلسى مبادرا، فقبلت يده و رجله و حافر حماره، فقال لي:

يا عبد الله، انى فكرت في امرك، فقلت: يسبق الى قلبك انى إذا شربت و حولي اعداؤك، أزالوا ما حسن من رأيي فيك، فاقلقك و اوحشك، فصرت الى منزلك لاونسك و اعلمك ان السخيمة قد زالت عن قلبي لك، فهات فأطعمني مما كنت تاكل، و افعل فيه ما كنت تفعل، لتعلم انى قد تحرمت بطعامك و انست بمنزلك، فيزول خوفك و وحشتك فأدنيت اليه ذلك الرقاق و السكرجة التي فيها الكامخ، فأكل منها ثم قال: هاتوا الزلة التي ازللتها لعبد الله من مجلسى فادخلت الى أربعمائة بغل موقره دراهم، و قال: هذه زلتك، فاستعن بها على امرك، و احفظ لي هذه البغال عندك، لعلى احتاج إليها يوما لبعض أسفاري، ثم قال: اظلك الله بخير، و انصرف راجعا.

فذكر موسى بن عبد الله ان أباه اعطاه بستانه الذى كان وسط داره، ثم بنى حوله معالف لتلك البغال، و كان هو يتولى النظر إليها و القيام عليها ايام حياه الهادي كلها.

و ذكر محمد بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان السلمى، قال:

أخبرني ابى، قال: كان على بن عيسى بن ماهان يغضب غضب الخليفة، و يرضى رضا الخليفة، و كان ابى يقول: ما لعربي و لا لعجمى عندي ما لعلى ابن عيسى، فانه دخل الى الحبس و في يده سوط، فقال: أمرني امير المؤمنين موسى الهادي ان اضربك مائه سوط، قال: فاقبل يضعه على يدي و منكبى، يمسني به مسا الى ان عد مائه، و خرج فقال له: ما صنعت بالرجل؟

قال: صنعت به ما امرت قال: فما حاله؟ قال: مات، قال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ! ويلك! فضحتني و الله عند الناس، هذا رجل صالح، يقول الناس: قتل يعقوب بن داود! قال: فلما راى شده جزعه، قال: هو حي يا امير المؤمنين لم يمت، قال: الحمد لله على ذلك.

قال: و كان الهادي قد استخلف على حجابته بعد الربيع ابنه الفضل، فقال له: لا تحجب عنى الناس، فان ذلك يزيل عنى البركه، و لا تلق الى امرا إذا كشفته اصبته باطلا، فان ذلك يوقع الملك، و يضر بالرعية

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست