responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 195

و جعل المسودة يحملون على المبيضة حتى يبلغوا بهم رحبه دار الفضل، و تحمل المبيضة عليهم حتى يبلغ بهم الزوراء و فشت الجراحات بين الفريقين جميعا، فاقتتلوا الى الظهر، ثم افترقوا، فلما كان في آخر النهار من اليوم الثانى يوم الأحد، جاء الخبر بان مباركا التركى ينزل بئر المطلب، فنشط الناس، فخرجوا اليه فكلموه ان يجي‌ء، فجاء من الغد حتى اتى الثنية، و اجتمع اليه شيعه بنى العباس و من اراد القتال، فاقتتلوا بالبلاط أشد قتال الى انتصاف النهار، ثم تفرقوا و جاء هؤلاء الى المسجد، و مضى الآخرون الى مبارك التركى، الى دار عمر بن عبد العزيز بالثنية يقيل فيها، و واعد الناس الرواح، فلما غفلوا عنه، جلس على رواحله فانطلق، و راح الناس فلم يجدوه، فناوشوهم شيئا من القتال الى المغرب، ثم تفرقوا، و اقام حسين و اصحابه أياما يتجهزون.

و كان مقامهم بالمدينة احد عشر يوما، ثم خرج يوم اربعه و عشرين لست بقين من ذي القعده، فلما خرجوا من المدينة عاد المؤذنون فأذنوا، و عاد الناس الى المسجد، فوجدوا فيه العظام التي كانوا يأكلون و آثارهم، فجعلوا يدعون الله عليهم، ففعل الله بهم و فعل.

قال محمد بن صالح: فحدثني نصير بن عبد الله بن ابراهيم الجمحى، ان حسينا لما انتهى الى السوق متوجها الى مكة التفت الى اهل المدينة، و قال:

لا خلف الله عليكم بخير! فقال الناس و اهل السوق: لا بل أنت، لا خلف الله عليك بخير، و لا ردك! و كان اصحابه يحدثون في المسجد، فملئوه قذرا و بولا، فلما خرجوا غسل الناس المسجد.

قال: و حدثنى ابن عبد الله بن ابراهيم، قال: أخذ اصحاب الحسين ستور المسجد، فجعلوها خفاتين لهم، قال: و نادى اصحاب الحسين بمكة:

أيما عبد أتانا فهو حر، فأتاه العبيد، و أتاه عبد كان لأبي، فكان معه، فلما اراد الحسين ان يخرج أتاه ابى فكلمه، و قال له: عمدت الى مماليك لم تملكهم فأعتقتهم، بم تستحل ذلك! فقال حسين لأصحابه: اذهبوا به، فأي عبد عرفه فادفعوه اليه، فذهبوا معه، فاخذ غلامه و غلامين لجيران لنا و انتهى خبر الحسين الى الهادي، و قد كان حج في تلك السنه رجال من اهل‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست