نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 152
ثم دخلت
سنه خمس و ستين و مائه
(ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث)
غزوه هارون بن المهدى الصائفه ببلاد الروم
فمن ذلك غزوه هارون بن محمد المهدى الصائفه، و وجهه أبوه- فيما ذكر- يوم السبت لإحدى عشره ليله بقيت من جمادى الآخرة غازيا الى بلاد الروم، و ضم اليه الربيع مولاه، فوغل هارون في بلاد الروم، فافتتح ماجده، و لقيته خيول نقيطا قومس القوامسه، فبارزه يزيد بن مزيد، فارجل يزيد، ثم سقط نقيطا، فضربه يزيد حتى اثخنه، و انهزمت الروم، و غلب يزيد على عسكرهم.
و سار الى الدمستق بنقموديه و هو صاحب المسالح، و سار هارون في خمسه و تسعين ألفا و سبعمائة و ثلاثة و تسعين رجلا، و حمل لهم من العين مائه الف دينار و اربعه و تسعين ألفا و أربعمائة و خمسين دينارا، و من الورق أحدا و عشرين الف الف و أربعمائة الف و اربعه عشر ألفا و ثمانمائه درهم و سار هارون حتى بلغ خليج البحر الذى على القسطنطينية، و صاحب الروم يومئذ اغسطه امراه اليون، و ذلك ان ابنها كان صغيرا قد هلك أبوه و هو في حجرها، فجرت بينهما و بين هارون بن المهدى الرسل و السفراء في طلب الصلح و الموادعة و اعطائه الفدية، فقبل ذلك منها هارون، و شرط عليها الوفاء بما اعطت له، و ان تقيم له الأدلاء و الاسواق في طريقه، و ذلك انه دخل مدخلا صعبا مخوفا على المسلمين، فاجابته الى ما سال، و الذى وقع عليه الصلح بينه و بينها تسعون او سبعون الف دينار، تؤديها في نيسان الاول في كل سنه، و في حزيران، فقبل ذلك منها، فاقامت له الاسواق في منصرفه، و وجهت معه رسولا الى المهدى بما بذلت على ان تؤدى ما تيسر من الذهب و الفضه و العرض، و كتبوا
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 8 صفحه : 152