responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 10

ابى جعفر لعيسى بن موسى، فلما عزم المنصور على ذلك كلم عيسى بن موسى في تقديم ابنه عليه برفيق من الكلام، فقال عيسى: يا امير المؤمنين، فكيف بالايمان و المواثيق التي على و على المسلمين لي من العتق و الطلاق و غير ذلك من مؤكد الايمان! ليس الى ذلك سبيل يا امير المؤمنين فلما راى ابو جعفر امتناعه، تغير لونه و باعده بعض المباعده، و امر بالاذن للمهدي قبله، فكان يدخل فيجلس عن يمين المنصور في مجلس عيسى، ثم يؤذن العيسى فيدخل فيجلس دون مجلس المهدى عن يمين المنصور أيضا، و لا يجلس عن يساره في المجلس الذى كان يجلس فيه المهدى، فيغتاظ من ذلك المنصور، و يبلغ منه، فيأمر بالاذن للمهدي ثم يأمر بعده بالاذن لعيسى بن على، فيلبث هنيهة، ثم عبد الصمد بن على، ثم يلبث هنيهة، ثم عيسى بن موسى.

فإذا كان بعد ذلك قدم في الاذن للمهدي على كل حال، ثم يخلط في الآخرين، فيقدم بعض من اخر و يؤخر بعض من قدم و يوهم عيسى ابن موسى انه انما يبدأ بهم لحاجه تعرض و لمذاكرتهم بالشي‌ء من امره، ثم يؤذن لعيسى بن موسى من بعدهم، و هو في ذلك كله صامت لا يشكو منه شيئا، و لا يستعتب ثم صار الى اغلظ من ذلك، فكان يكون في المجلس معه بعض ولده، فيسمع الحفر في اصل الحائط فيخاف ان يخر عليه الحائط، و ينتثر عليه التراب، و ينظر الى الخشبة من سقف المجلس قد حفر عن احد طرفيها لتقلع فيسقط التراب على قلنسوته و ثيابه، فيأمر من معه من ولده بالتحويل، و يقوم هو فيصلى، ثم يأتيه الاذن فيقوم فيدخل بهيئته و التراب عليه لا ينفضه، فإذا رآه المنصور قال له: يا عيسى، ما يدخل على احد بمثل هيئتك من كثره الغبار عليك و التراب! ا فكل هذا من الشارع؟

فيقول: احسب ذلك يا امير المؤمنين، و انما يكلمه المنصور بذلك ليستطمعه ان يشكو اليه شيئا فلا يشكو، و كان المنصور قد ارسل اليه في الأمر الذى‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 8  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست