responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 7  صفحه : 276

ثم افضى الأمر الى عدو الله الوليد، المنتهك للمحارم التي لا ياتى مثلها مسلم، و لا يقدم عليها كافر، تكرما عن غشيان مثلها فلما استفاض ذلك منه و استعلن، و اشتد فيه البلاء، و سفكت فيه الدماء، و أخذت الأموال بغير حقها، مع امور فاحشه، لم يكن الله ليملى للعاملين بها الا قليلا، سرت اليه مع انتظار مراجعته، و اعذار الى الله و الى المسلمين، منكرا لعمله و ما اجترأ عليه من معاصى الله، متوخيا من الله اتمام الذى نويت، من اعتدال عمود الدين، و الأخذ في اهله بما هو رضا، حتى اتيت جندا، و قد وغرت صدورهم على عدو الله، لما رأوا من عمله، فان عدو الله لم يكن يرى من شرائع الاسلام شيئا الا اراد تبديله، و العمل فيه بغير ما انزل الله، و كان ذلك منه شائعا شاملا، عريان لم يجعل الله فيه سترا، و لا لأحد فيه شكا، فذكرت لهم الذى نقمت و خفت من فساد الدين و الدنيا، و حضضتهم على تلافى دينهم، و المحاماة عنه، و هم في ذلك مستريبون، قد خافوا ان يكونوا قد ابقوا لأنفسهم بما قاموا عليه، الى ان دعوتهم الى تغييره فأسرعوا الإجابة.

فابتعث الله منهم بعثا يخبرهم، من اولى الدين و الرضا، و بعثت عليهم عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، حتى لقى عدو الله الى جانب قريه يقال لها البخراء، فدعوه الى ان يكون الأمر شورى، ينظر المسلمون لأنفسهم من يقلدونه ممن اتفقوا عليه، فلم يجب عدو الله الى ذلك، و ابى الا تتايعا في ضلالته، فبدرهم الحمله جهاله بالله، فوجد الله عزيزا حكيما، و اخذه أليما شديدا، فقتله الله على سوء عمله و عصبته، ممن صاحبوه من بطانته الخبيثة، لا يبلغون عشره، و دخل من كان معه سواهم في الحق الذى دعوا اليه.

فأطفأ الله جمرته و اراح العباد منه، فبعدا له و لمن كان على طريقته! احببت ان اعلمكم ذلك، و اعجل به إليكم، لتحمدوا الله و تشكروه، فإنكم قد اصبحتم اليوم على امثل حالكم، إذ ولاتكم خياركم، و العدل مبسوط لكم، لا يسار فيكم بخلافه، فأكثروا على ذلك حمد ربكم، و تابعوا منصور بن جمهور، فقد ارتضيته لكم، على ان عليكم عهد الله و ميثاقه، و اعظم ما عهد

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 7  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست