نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 96
و اقام به، و خرج الاشتر من العراق الى مصر، فلما انتهى الى القلزم استقبله الجايستار، فقال: هذا منزل، و هذا طعام و علف، و انا رجل من اهل الخراج، فنزل به الاشتر، فأتاه الدهقان بعلف و طعام، حتى إذا طعم أتاه بشربه من عسل قد جعل فيها سما فسقاه اياه، فلما شربها مات و اقبل معاويه يقول لأهل الشام: ان عليا وجه الاشتر الى مصر، فادعوا الله ان يكفيكموه قال: فكانوا كل يوم يدعون الله على الاشتر، و اقبل الذى سقاه الى معاويه فاخبره بمهلك الاشتر، فقام معاويه في الناس خطيبا، فحمد الله و اثنى عليه و قال: اما بعد، فانه كانت لعلى بن ابى طالب يدان يمينان، قطعت إحداهما يوم صفين- يعنى عمار بن ياسر- و قطعت الاخرى اليوم- يعنى الاشتر.
قال ابو مخنف: حدثنى فضيل بن خديج، عن مولى للأشتر، قال:
لما هلك الاشتر وجدنا في ثقله رساله على الى اهل مصر:
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على امير المؤمنين الى أمه المسلمين الذين غضبوا لله حين عصى في الارض، و ضرب الجور بارواقه على البر و الفاجر، فلا حق يستراح اليه، و لا منكر يتناهى عنه سلام عليكم، فانى احمد الله إليكم الذى لا اله الا هو [اما بعد فقد بعثت إليكم عبدا من عبيد الله لا ينام ايام الخوف، و لا ينكل عن الأعادي حذار الدوائر، أشد على الكفار من حريق النار، و هو مالك بن الحارث أخو مذحج، فاسمعوا له و أطيعوا، فانه سيف من سيوف الله، لا نابي الضريبه، و لا كليل الحد، فان امركم ان تقدموا فاقدموا، و ان امركم ان تنفروا فانفروا، فانه لا يقدم و لا يحجم الا بأمري، و قد آثرتكم به على نفسي لنصحه لكم، و شده شكيمته على عدوكم، عصمكم الله بالهدى، و ثبتكم على اليقين] و السلام.
قال: و لما بلغ محمد بن ابى بكر ان عليا قد بعث الاشتر شق عليه، فكتب على الى محمد بن ابى بكر عند مهلك الاشتر، و ذلك حين بلغه موجده محمد بن ابى بكر لقدوم الاشتر عليه: بسم الله الرحمن الرحيم،
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 96