نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 385
كلامهما دوننا، فما زالا يتناجيان حتى سمعنا دعاء الناس رائحين متوجهين الى منى عند الظهر، قالا: فطاف الحسين بالبيت و بين الصفا و المروة، و قص من شعره، و حل من عمرته، ثم توجه نحو الكوفه، و توجهنا نحو الناس الى منى.
قال ابو مخنف: عن ابى سعيد عقيصى، عن بعض اصحابه، [قال:
سمعت الحسين بن على و هو بمكة و هو واقف مع عبد الله بن الزبير، فقال له ابن الزبير الى يا بن فاطمه، فاصغى اليه، فساره، قال: ثم التفت إلينا الحسين فقال: ا تدرون ما يقول ابن الزبير؟ فقلنا: لا ندري، جعلنا الله فداك! فقال: قال: أقم في هذا المسجد اجمع لك الناس، ثم قال الحسين:
و الله لان اقتل خارجا منها بشبر أحب الى من ان اقتل داخلا منها بشبر، و ايم الله لو كنت في جحر هامه من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقضوا في حاجتهم، و و الله ليعتدن على كما اعتدت اليهود في السبت].
قال ابو مخنف: حدثنى الحارث بن كعب الوالبى، عن عقبه بن سمعان قال: لما خرج الحسين من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص، عليهم يحيى بن سعيد، فقالوا له: انصرف، اين تذهب! فأبى عليهم و مضى، و تدافع الفريقان، فاضطربوا بالسياط ثم ان الحسين و اصحابه امتنعوا امتناعا قويا، و مضى الحسين(ع)على وجهه، فنادوه:
يا حسين، الا تتقى الله! تخرج من الجماعه، و تفرق بين هذه الامه! [فتأول حسين قول الله عز و جل: «لِي عَمَلِي وَ لَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَ أَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ]».
قال: ثم ان الحسين اقبل حتى مر بالتنعيم، فلقى بها عيرا قد اقبل بها من اليمن، بعث بها بحير بن ريسان الحميرى الى يزيد بن معاويه،- و كان عامله على اليمن- و على العمير الورس و الحلل ينطلق بها الى يزيد
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 385