نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 361
غديرتيه، فلما صلى عبيد الله، قال: يا هانئ، فتبعه، و دخل فسلم، فقال عبيد الله: يا هانئ، اما تعلم ان ابى قدم هذا البلد فلم يترك أحدا من هذه الشيعة الا قتله غير ابيك و غير حجر، و كان من حجر ما قد علمت، ثم لم يزل يحسن صحبتك، ثم كتب الى امير الكوفه: ان حاجتي قبلك هانئ؟ قال: نعم، قال: فكان جزائي ان خبات في بيتك رجلا ليقتلني! قال: ما فعلت، فاخرج التميمى الذى كان عينا عليهم، فلما رآه هانئ علم ان قد اخبره الخبر، فقال: ايها الأمير، قد كان الذى بلغك، و لن اضيع يدك عنى، فأنت آمن و اهلك، فسر حيث شئت.
فكبا عبيد الله عندها، و مهران قائم على راسه في يده معكزه، فقال:
وا ذلاه! هذا العبد الحائك يؤمنك في سلطانك! فقال: خذه، فطرح المعكزة، و أخذ بضفيرتى هانئ، ثم اقنع بوجهه، ثم أخذ عبيد الله المعكزة فضرب بها وجه هانئ، و ندر الزج، فارتز في الجدار، ثم ضرب وجهه حتى كسر انفه و جبينه، و سمع الناس الهيعة، و بلغ الخبر مذحج، فاقبلوا، فأطافوا بالدار، و امر عبيد الله بهانىء فالقى في بيت، و صيح المذحجيون، و امر عبيد الله مهران ان يدخل عليه شريحا، فخرج، فادخله عليه، و دخلت الشرط معه، فقال: يا شريح، قد ترى ما يصنع بي! قال: أراك حيا، قال: و حي انا مع ما ترى! اخبر قومى انهم ان انصرفوا قتلني، فخرج الى عبيد الله فقال: قد رايته حيا، و رايت أثرا سيئا، قال: و تنكر ان يعاقب الوالي رعيته! اخرج الى هؤلاء فاخبرهم، فخرج، و امر عبيد الله الرجل فخرج معه، فقال لهم شريح: ما هذه الرعة السيئه! الرجل حي، و قد عاتبه سلطانه بضرب لم يبلغ نفسه، فانصرفوا و لا تحلوا بانفسكم و لا بصاحبكم.
فانصرفوا.
و ذكر هشام، عن ابى مخنف، عن المعلى بن كليب، عن ابى الوداك، قال: نزل شريك بن الأعور على هانئ بن عروه المرادى، و كان شريك شيعيا، و قد شهد صفين مع عمار
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 361