نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 355
فكتب اليه حسين:
اما بعد، فقد خشيت الا يكون حملك على الكتاب الى في الاستعفاء من الوجه الذى وجهتك له الا الجبن، فامض لوجهك الذى وجهتك له، و السلام عليك.
فقال مسلم لمن قرأ الكتاب: هذا ما لست ا تخوفه على نفسي، فاقبل كما هو حتى مر بماء لطيئ، فنزل بهم، ثم ارتحل منه، فإذا رجل يرمى الصيد، فنظر اليه قد رمى ظبيا حين اشرف له، فصرعه، فقال مسلم:
يقتل عدونا ان شاء الله، ثم اقبل مسلم حتى دخل الكوفه، فنزل دار المختار ابن ابى عبيد- و هي التي تدعى اليوم دار مسلم بن المسيب- و اقبلت الشيعة تختلف اليه، فلما اجتمعت اليه جماعه منهم قرأ عليهم كتاب حسين، فأخذوا يبكون.
فقام عابس بن ابى شبيب الشاكري، فحمد الله و اثنى عليه ثم قال:
اما بعد، فانى لا اخبرك عن الناس، و لا اعلم ما في انفسهم، و ما اغرك منهم، و الله لأحدثنك عما انا موطن نفسي عليه، و الله لأجيبنكم إذا دعوتم، و لاقاتلن معكم عدوكم، و لاضربن بسيفي دونكم حتى القى الله، لا اريد بذلك الا ما عند الله.
فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي، فقال: رحمك الله! قد قضيت ما في نفسك، بواجز من قولك، ثم قال: و انا و الله الذى لا اله الا هو على مثل ما هذا عليه.
ثم قال الحنفي مثل ذلك فقال الحجاج بن على: فقلت لمحمد بن بشر: فهل كان منك أنت قول؟ فقال: ان كنت لاحب ان يعز الله اصحابى بالظفر، و ما كنت لاحب ان اقتل، و كرهت ان اكذب.
و اختلفت الشيعة اليه حتى علم مكانه، فبلغ ذلك النعمان بن بشير.
قال ابو مخنف: حدثنى نمير بن وعله، عن ابى الوداك، قال:
خرج إلينا النعمان بن بشير فصعد المنبر، فحمد الله و اثنى عليه ثم قال:
اما بعد، فاتقوا الله عباد الله و لا تسارعوا الى الفتنة و الفرقة، فان فيهما يهلك
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 5 صفحه : 355