responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 562

بهم، ففعل ذلك معاويه، و كان اهل الشام- فيما كتب الى السرى يذكر ان شعيبا حدثه عن سيف، عن محمد و طلحه- لما قدم عليهم النعمان بن بشير بقميص عثمان رضى الله عنه- الذى قتل فيه مخضبا بدمه و بأصابع نائله زوجته مقطوعه بالبراجم، اصبعان منها و شي‌ء من الكف، و اصبعان مقطوعتان من أصولهما و نصف الابهام- وضع معاويه القميص على المنبر، و كتب بالخبر الى الأجناد، و ثاب اليه الناس، و بكوا سنه و هو على المنبر و الأصابع معلقة فيه، و آلى الرجال من اهل الشام الا يأتوا النساء، و لا يمسهم الماء للغسل الا من احتلام، و لا يناموا على الفرش حتى يقتلوا قتله عثمان، و من عرض دونهم بشي‌ء او تفنى ارواحهم فمكثوا حول القميص سنه، و القميص يوضع كل يوم على المنبر و يجلله أحيانا فيلبسه و علق في اردانه أصابع نائله رضى الله عنها فلما قدم جرير بن عبد الله على على- فيما حدثنى عمر بن شبه، قال:

حدثنا ابو الحسن، عن عوانه- فاخبره خبر معاويه و اجتماع اهل الشام معه على قتاله، و انهم يبكون على عثمان، و يقولون: ان عليا قتله، و آوى قتلته، و انهم لا ينتهون عنه حتى يقتلهم او يقتلوه فقال الاشتر لعلى:

قد كنت نهيتك ان تبعث جريرا، و اخبرتك بعداوته و غشه، و لو كنت بعثتني كان خيرا من هذا الذى اقام عنده حتى لم يدع بابا يرجو فتحه الا فتحه، و لا بابا يخاف منه الا اغلقه فقال جرير: لو كنت ثم لقتلوك، لقد ذكروا انك من قتله عثمان رضى الله عنه، فقال الاشتر: لو أتيتهم و الله يا جرير لم يعينى جوابهم، و لحملت معاويه على خطه اعجله فيها عن الفكر، و لو أطاعني فيك امير المؤمنين لحبسك و اشباهك في محبس لا تخرجون منه حتى تستقيم هذه الأمور.

فخرج جرير بن عبد الله الى قرقيسياء، و كتب الى معاويه، فكتب اليه يأمره بالقدوم عليه و خرج امير المؤمنين فعسكر بالنخيلة، و قدم عليه عبد الله بن عباس بمن نهض معه من اهل البصره‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 562
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست