responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 556

قال هشام: عن ابى مخنف، قال: حدثنى الحارث بن كعب الوالبى، عن ابيه، قال: كنت مع محمد بن ابى بكر حين قدم مصر، فلما قدم قرأ عليهم عهده:

بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما عهد عبد الله على امير المؤمنين، الى محمد بن ابى بكر حين ولاه مصر، و امره بتقوى الله و الطاعة في السر و العلانية، و خوف الله عز و جل في الغيب و المشهد، و باللين على المسلمين، و بالغلظه على الفاجر، و بالعدل على اهل الذمة، و بانصاف المظلوم، و بالشدة على الظالم، و بالعفو عن الناس، و بالإحسان ما استطاع، و الله يجزى المحسنين، و يعذب المجرمين و امره ان يدعو من قبله الى الطاعة و الجماعه، فان لهم في ذلك من العاقبه و عظيم المثوبه ما لا يقدرون قدره، و لا يعرفون كنهه، و امره ان يجبى خراج الارض على ما كانت تجبى عليه من قبل، لا ينتقص منه و لا يبتدع فيه، ثم يقسمه بين اهله على ما كانوا يقسمون عليه من قبل، و ان يلين لهم جناحه، و ان يواسى بينهم في مجلسه و وجهه، و ليكن القريب و البعيد في الحق سواء و امره ان يحكم بين الناس بالحق، و ان يقوم بالقسط، و لا يتبع الهوى، و لا يخف في الله عز و جل لومه لائم، فان الله جل ثناؤه مع من اتقى و آثر طاعته و امره على ما سواه و كتب عبيد الله بن ابى رافع مولى رسول الله(ص)لغره شهر رمضان.

قال: ثم ان محمد بن ابى بكر قام خطيبا، فحمد الله و اثنى عليه، ثم قال: الحمد لله الذى هدانا و إياكم لما اختلف فيه من الحق، و بصرنا و إياكم كثيرا مما عمى عنه الجاهلون الا ان امير المؤمنين و لانى أموركم، و عهد الى ما قد سمعتم، و أوصاني بكثير منه مشافهة، و لن آلوكم خيرا ما استطعت، «وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ‌»، فان يكن ما ترون من امارتى و أعمالي طاعه لله و تقوى، فاحمدوا الله عز و جل على ما كان‌

نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير    جلد : 4  صفحه : 556
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست