نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 516
يتوجئون الاطراف: الأيدي و الارجل، فما رئيت وقعه قط قبلها و لا بعدها، و لا يسمع بها اكثر يدا مقطوعه و رجلا مقطوعه منها، لا يدرى من صاحبها و أصيبت يد عبد الرحمن بن عتاب يومئذ قبل قتله، و كان الرجل من هؤلاء و هؤلاء إذا اصيب شيء من اطرافه استقتل الى ان يقتل.
كتب الى السرى، عن شعيب، عن سيف، عن الصعب بن عطية ابن بلال، عن ابيه، قال: اشتد الأمر حتى ارزت ميمنه الكوفه الى القلب، حتى لزقت به، و لزقت ميسره البصره بقلبهم، و منعوا ميمنه اهل الكوفه ان يختلطوا بقلبهم، و ان كانوا الى جنبهم، و فعل مثل ذلك ميسره الكوفه و ميمنه البصره، فقالت عائشة- رضى الله عنها- لمن عن يسارها: من القوم؟
قال صبره بن شيمان: بنوك الأزد، قالت: يا آل غسان! حافظوا اليوم جلادكم الذى كنا نسمع به، و تمثلت:
و جالد من غسان اهل حفاظها* * * و هنب و أوس جالدت و شبيب
و قالت لمن عن يمينها: من القوم؟ قالوا: بكر بن وائل، قالت: لكم يقول القائل:
و جاءوا إلينا في الحديد كأنهم* * * من العزه القعساء بكر بن وائل
انما بازائكم عبد القيس فاقتتلوا أشد القتال من قتالهم قبل ذلك، و اقبلت على كتيبه بين يديها، فقالت: من القوم؟ قالوا: بنو ناجيه، قالت: بخ بخ! سيوف ابطحيه، و سيوف قرشيه، فجالدوا جلادا يتفادى منه ثم اطافت بها بنو ضبة، فقالت: ويها جمره الجمرات! حتى إذا رقوا خالطهم بنو عدى، و كثروا حولها، فقالت: من أنتم؟ قالوا:
بنو عدى، خالطنا إخواننا، فقالت: ما زال راس الجمل معتدلا حتى قتلت بنو ضبة حولي، فأقاموا راس الجمل، ثم ضربوا ضربا ليس بالتعذير،
نام کتاب : تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : الطبري، ابن جرير جلد : 4 صفحه : 516